لم يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين بفترة زحفهم على العاصمة صنعاء في أواخر العام 2014وبسط نفوذهم عليها وانقلابهم على السلطة الشرعية , بل أن دعم إيران للمليشيا الحوثية يعود تاريخه إلى منتصف تسعينات القرن الماضي,عندما عمدت إيران بأجهزتها الأمنية والاستخباراتية ,إلى تأسيس هذه المليشيات في مناطق نائية من محافظة صعدة اليمنية فكيف تم هذا الأمر ,وماهو هدف إيران؟
زعزعة استقرار اليمن وإثارة قلق دول الجوار
تهدف إيران من دعمها للحوثيين بشكل رئيسي إلى زعزعة أمن اليمن واستهداف دول الجوار وإثارة قلقها للمضي بتحقبق مشروعها الاستعماري والطامع بالسيطرة على المنطقة .
وتهدف بشكل خاص إلى استهداف ” السعودية” فطوال عقدين من الزمن تكفلت إيران بإرسال عشرات المدربين والخبراء العسكريين من مليشيا “حزب الله” اللبنانية إلى الحوثيين تحت غطاء “مهندسي زراعة ومياه”.
ذلك الدعم الإيراني مكن الحوثيين من إقامة معسكرات تدريبية في مناطق متفرقة من محافظة صعدة.
استقبال المقاتلين الحوثيين في طهران ولبنان
لم تكتفي إيران بدعم مقاتلي الحوثي من على بعد بالمال والرجال,بل تكفلت بااستقبال العديد من العناصر الحوثية لتلقي التدريب في طهران ولدى مليشيا حزب الله في لبنان.
وخلال الفترة التي فصلت بين زحف المليشيات الحوثية واستيلائها على العاصمة صنعاء بدءا من أواخر العام 2014 وحتى بدء عملية عاصفة الحزم التي نفذها التحالف العربي بقيادة المملكة,زودت إيران الحوثيين بأطنان من الأسلحة والصواريخ والتجهيزات العسكرية عبر جسر مدني وضع الحظر الجوي على اليمن حدا له.
تقارير أممية سرية تثبت تسليح إيران للحوثيين
تحدث تقرير أممي كشفت السرية عنه ,كان قد عرض على مجلس الأمن في 125صفحة عن “أن الجماعة ماتزال تتلقى صواريخ باليستية,وطائرات دون طيار تملك خصائص كالتي يصنعها الإيرانيون”
وهو ماعزز قناعة الإعتقاد بأن صواريخ باليستية قصيرة المدى وأسلحة أخرى أرسلها الإيرانيون إلى اليمن بعد فرض الحظر الجوي عليها في العام 2015.
ويستند التقرير إلى جولات لفريق الخبراء الأممين في السعودية تمكن من فحص حطام 10 صواريخ وعثر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني.
وأضاف الفريق في التقرير أنه من المحتمل جدا أن تكون الصواريخ صنعت خارج اليمن,وشحنت أجزائها إلى الداخل اليمني ثم اعاد الحوثيين تجميعها.
النفي والتبرير الإيراني
نفت إيران الاتهام الذي وجه لها من خلال رسالة وجهتها إلى الخبراء قالت فيها “بأن هذه الصواريخ هي عبارة عن نسخة مطورة من صواريخ “سكود” التي كانت ضمن الترسانة العسكرية للدولة اليمنية.
اصطدام نفي إيران لتسليح الحوثيين بأدلة دامغة
إذ وثق فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة دخول أسلحةإيرانية بعد فرض الحظر الأممي على اليمن .
كما وثق الفريق مخلفات وقذائف ومعدات وطائرات عسكرية ذات أصل إيراني,وقالت السفيرة الأمريكية ومندوبتها لدى الأمم المتحدة ” بيكي هايلي” أن إيران هي من صنعت صاروخا أطلق على السعودية في العام 2017 وأضافت أن “إيران زودت الحوثيين بالكثير منها مما يعد خرقا للقرار الأممي .
وقائع على الأرض
أثبتت الأدلة والتقارير الأممية استحالة إمتلاك الحوثيين لصواريخ باليستية,حيث أن الحوثيين ظلوا محاصرين في صعدة حتى العام 2011 وبالتالي عدم قدرتهم على تصنيع صواريخ معقدة وأسلحة في بلد فقير كاليمن والذي يفتقر لأبسط الإمكانيات المادية واللوجيستية,وأن مخازن الجيش اليمني ليس بها صواريخ كالتي تم إطلاقها على المملكة بحسب الخبراء الأممين.
تقارير أممية سابقة تثيت تورط طهران بدعم الحرب الحوثية
ذكر تقرير سابق في مطلع العام 2015 كانت قد أعدته لجنة تابعة للأمم المتحدة أن عائدات النفط المشحون من موانئ إيران تسهم في تمويل جهود الحوثيين في صراعهم مع الشرعية اليمنية.
وأشارت اللجنة إلى “أنها رصدت عددا صغيرا من الشركات ,سواء داخل اليمن أو خارجه تعمل كشركات في الواجهة بوثائق مزيفة لإخفاء التبرعات النفطية “.
ويحسب التقرير فإن النفط كان ” لفائدة فرد مدرج على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات,وأن العائد من بيع هذا الوقود استخدم في تمويل حرب الحوثيين.
ووجدت اللجنة “أن الوقود تم شحنه في موانئ في إيران بموجب وثائق مزيفة لتجنب تفتيش الأمم المتحدة للبضائع.
و أكد الخبراء في “تقرير سابق” للجنة ” أنهم يحققون في تبرعات وقود إيرانية شهرية بقيمة 30 مليون دولارا”.
وأودت الحرب التي يشنها الحوثيين بدعم إيراني مستمر حتى اليوم بحياة الآلاف من اليمنيين,وتسببت بأسوء أزمة إنسانية في العالم مع وجود ملايين اليمنيين على شفا المجاعة وتحت خط الفقر حسب الأمم المتحدة.