من بوابة البحث عن الجمال والرونق البهي، اهتدت خولة إلى استخدام خلطات التسمين، بعد أن أخبرتها صديقتها أنها مجربة، وأنها تساعد على تسمين الخدود والجسم خلال أيام فقط.
لم تكن خولة التي أقبلت على هذه الخلطات بشراهة، تعلم أنها تحتوي على الحبوب الصينية، التي لها العديد من الآثار الضارة، إذ بعد فترة من استخدامها هذه الخلطات حدث لها مشاكل صحية.
وتقول لـ”المشاهد” إنها سمعت عن خلطات التسمين من صديقاتها، وأنها أقبلت عليها بشراهة، خصوصاً بعد أن لاحظت التأثير السريع لها في زيادة تسمين الجسم والخدود، لكنها مع الاستمرار بها تفاجأت بوجع في الكلى كاد أن يتحول إلى فشل كلوي لولا أنها أوقفت استخدام هذه الخلطات، وذهبت للعلاج لدى استشاري خاص بالكلى لإنقاذها.
وتؤكد أن العديد من النساء يقبلن على شراء هذه الخلطات، دون معرفة بالمواد الداخلة في تكوينها، والأمراض التي يمكن أن تسببها هذه الخلطات، وتحديداً التي تحتوي على الحبوب الصينية.
مخاطر صحية لحبوب التسمين
ويتم بيع خلطات التسمين في محلات العسل، دون وجود رقابة على تكوين هذه الخلطات التي تحتوي معظمها على الحبوب الصينية التي تتكون بشكل رئيسي من مادة الكورتيزون (هرمون الستيرويد المكون من 21 ذرة كربون، ويعد واحداً من الهرمونات الرئيسية المفرزة من الغدة الكظرية [تأخذ توجيهاتها من الغدة النخامية الموجودة في الرأس] كاستجابة للإجهاد)، وهي مادة خطيرة على الجسم، وتسبب أمراضاً عديدة، بحسب الأطباء.
وقال الدكتور خالد توفيق لـ”المشاهد” إن العديد من الأشخاص يلجؤون لاستخدام خلطات التسمين التي تحتوي على الحبوب الصينية، وهذه الحبوب تحتوي على مواد تسبب عدداً من الأمراض، أبرزها السرطان وهشاشة العظام والفشل الكلوي وتساقط الشعر وقرحة المعدة والسكري والعقم، وغيرها من الأمراض، كما تسبب خللاً في الجهاز المناعي.
ولا تستخدم هذه الحبوب إلا تحت إشراف طبي، وفي حالات نادرة جداً، وقد منعت عدد من الدول استخدام هذه الحبوب التي تستخدم في اليمن للأسف الشديد، بدون رقابة من الجهات المختصة، بحسب الدكتور توفيق.
وتكمن الخطورة في أن السمنة التي تحدثها الحبوب الصينية، أشبه بالورم المؤقت، حيث يزيد وزن الجسم خلال فترة الاستخدام، وهذا ما يزيد من تحفيز مستخدمي هذه الخلطات لاستخدامها أكثر من مرة، وبالتالي زيادة الخطر الذي تسببه مادة الكورتيزون.
كيف يتم تحضير المكونات في محلات بيع العسل؟
وبحسب أصحاب محلات بيع العسل، الذين تباع لديهم خلطات التسمين، فإن معظم المقبلين على شراء خلطات التسمين هن الفتيات الراغبات بالحصول على جسم ممتلئ، كما يقبلن على شراء الخلطات الأخرى الخاصة بنمو الشعر وتبييض البشرة وتكبير الصدر والأرداف.
ويلاحظ انتشار خلطات متنوعة في محلات العسل، ويقول بائعو العسل إنها تستخدم للتسمين، فيما البعض الآخر منها، وهي أنواع مختلفة متعددة الاستخدام، تستخدم لزيادة القدرة الجنسية ونمو الشعر وتكبير الصدر، وغير ذلك، فيما معظم هذه الخلطات مجهولة المواد الداخلة في استخدامها، كونها يتم تجهيزها بعيداً عن المواصفات والمقاييس، وبعيداً عن رقابة الجهات المختصة.
أنس الحضرمي، أحد بائعي العسل، قال لـ”المشاهد” إن “معظم خلطات التسمين يتم تحضيرها في عدن، ويعتبر العسل والجنسنج (وهي عشبة من صنف النباتات المعمرة) المكونين الرئيسيين في هذه الخلطات، وهناك أنواع يستخدم فيها الحبوب الصينية، وتؤدي نتائج سريعة، بينما الأنواع الأخرى لا تحتوي على هذه الحبوب، ويتم إخبار الزبائن بذلك خلال الشراء، ولهم حرية الاختيار من هذه الأنواع”.
ويضيف الحضرمي أن العنبر كان يدخل في تكوين بعض الخلطات، لكن مع ارتفاع سعره بشكل جنوني، أصبحت الخلطات خالية منه، إلا في حالة طلب الزبون خلطة تحتوي على العنبر، فيتم تحضيرها له بسعر مرتفع.
غياب الرقابة
ومنذ بداية انتشار خلطات التسمين، والرقابة عليها غائبة من قبل الجهات المختصة، وبالتالي لا توجد رقابة غير رقابة ضمير البائع الذي يجب عليه تنبيه الزبون لمكونات الخلطة، بحسب الحضرمي.
وفي ظل غياب الرقابة من الجهات المختصة على بيع مثل هذه الخلطات، يبقى الأمل على وعي الناس ومعرفتهم بمكونات هذه الخلطات، وخطورة المواد الداخلة في تكوينها، هو حاجز الوقاية الوحيد من هذه الخلطات وخطورة تأثيرها.
*المصدر:المشاهد نت