قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمس الثلاثاء، إنه يعمل على تطوير خطة نحو تسوية سياسية شاملة في اليمن.
وأضاف انه يعمل على إنشاء عملية متعددة المسارات للشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية، و تعالج مصالح الأطراف المتحاربة في سياق أجندة يمنية أوسع.
وأوضح المبعوث الأممي أن سعي الأطراف لتحقيق توازن مثالي في ساحة المعركة لا طائل من ورائه. وأن العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة هي أفضل طريقة للمضي قدمًا نحو انهاء معاناة اليمنيين.
وقال المبعوث الأممي ، إن هجمات الحوثيين على أبو ظبي، توضح إلى أي مدى وصلت إليه المخاطر نتيجة استمرار الحرب في اليمن.
وحذر المبعوث الأممي في إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، مساء أمس ، حول مستجدات الوضع الحالي في اليمن، من أن الهجمات على السعودية والإمارات تنذر بخطر أن تخرج هذه الأزمة عن السيطرة، ما لم تُبذل جهود جدية وبصورة عاجلة لإنهاء النزاع.
وأوضح أن الأمر كذلك بالنسبة لليمن، الذي شهدت تضاعف أعداد الجبهات، وأرقامًا قياسية مروعة في عدد الضحايا المدنيين.
مشيرًا إلى أن التحالف تسبب في غارة جوية على مرفق للاحتجاز في صعدة أدى إلى سقوط ما يزيد عن 300 مابين قتيل وجريح، واصفًا إياها بأسوأ الحوادث التي وقعت منذ ثلاث سنوات.
وأكد أن الأطراف المتحاربة ما زالت تتنازع أيضا على الموارد وعلى تدفق السلع التجارية وعلى السياسة النقدية، مطالبًا الأطراف المعنية بإزالة كل العقبات المفروضة على الاستيراد والتوزيع المحلي للوقود وغيرها من السلع الأساسية.
وتابع المبعوث في احاطته أن هناك زيادة في حدة الخطاب المعادي في وسائل الإعلام يصاحبه تهديد للإعلاميين والناشطين، بما يسهم في إذكاء أجواء مسمومة، في وقت نحتاج فيه إلى حوار.
مؤكداً أن الطريق للخروج من كل هذه الحرب ممكن، وأن السماح للحرب بالاستمرار ماهو إلا خيار، كما أن إنهاء الحرب خيار أيضا، ولن يكون بالأمر السهل لكنه ممكن.
ولفت إلى أن خطته الجديدة ستتحرك قدمًا نحو تسوية سياسية شاملة، وستشمل تأسيس عملية متعددة المسارات، في ثلاث اتجاهات للشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأكد المبعوث الأممي، ابتداءه من الأسبوع القادم سلسلة من المشاورات الثنائية المنظمة تهدف إلى إثراء إطار العمل وصقله، وسيناقش مع مختلف أصحاب المصلحة اليمنيين بمن فيهم أطرافًا عدة، سبل إنهاء الصراع.
وقال: إنَّ إطار العمل سيكون تفعيلاً لمهمتي الأساسية المتمثلة في التأسيس لعملية سياسية شاملة يمكن أن تنهي الحرب بشكل مستدام.
وأضاف: لقد ظل اليمنيون واليمنيات لفترة طويلة بدون عملية سياسية وبدون أمل في أن ينتهي هذا النزاع.
مشيرًا إلى أنه من خلال البدء بعملية منظمة تسعى للتعامل مع العناصر الأساسية للنزاع،ويمكن استعادة الأمل في إنهاء المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية الطاحنة.
وواصل قائلا: رأينا على مدار السنوات الماضية، كانت مواقف الأطراف متنافرة من خلال متطلبات وضعها كل طرف فيما يتعلق بالتسلسل والضمانات كانت غير مقبولة للطرف الآخر.
لكنَّ جهودي في هذا الشأن ستستمر بغض النظر عن ذلك، وسوف أبقى على تواصل نشط مع الأطراف المتحاربة سعيًا وراء أي فرصة متاحة”.
وقال “يتعين علينا جميعًا، بما في ذلك هذا المجلس، أن نبذل قصارى جهدنا لإقناع أطراف هذا الصراع بعدم وجود حل عسكري مستدام
مؤكداً أستمراره في بذل الجهد في المسارين اللذين ذكرتهما لهذا المجلس، وتأسيس عملية متعددة المسارات يمكنها أن تنتج حلولاً مستدامة لهذا النزاع، وفي الوقت نفسه السعي نحو أي فرصة لخفض فوري للتصعيد