تواصل جماعة الحوثي المصنفة بالإرهابية تصعيدها العسكري في محافظة الحديدة حيث وثّقت القوات المشتركة خلال الساعات الماضية 82 انتهاكًا للهدنة الأممية نفذتها الجماعة المدعومة إيرانيا في المحافظة.
وشملت الانتهاكات الحوثية، عمليات قصف واستهداف للقرى السكنية ومزارع المواطنين في مديريات حيس والتحيتا والدريهمي ومناطق الفازة والجبلية وكيلو 16 ومدينة الحديدة. واستخدمت المليشيات الحوثية في هجماتها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة من عياري 14.5 و12.7.
كما شملت الهجمات العدوانية الحوثية قرى سكنية في منطقة الفازة بمديرية التحيتا.
يأتي هذا التصعيد الحوثي في الوقت الذي تدفع فيه الأمم المتحدة نحو تحقيق حل سياسي، الا أن المليشيا تعمل بإصرار على إجهاض أي فرصة لتحقيق التسوية الشاملة، وتواصل إفتعال الأعمال العدائية التي من شأنها إطالة أمد الحرب.
ويرى مراقبون أن الهجمات والاعتداءات الحوثية الأخيرة، سواء في مأرب أو الحديدة أو مناطق أخرى، هي بمثابة رد عملي من قبل المليشيا على الجهود الأممية التي تسعى لإيقاف المواجهات وإقناع الحوثيين بالسلام دون جدوى، إذ يعتقد قادة المليشيا أن استمرار الحرب هو الخيار الوحيد لاستمرار سيطرتهم على الدولة ومؤسساتها في صنعاء بالإضافة الا أن إنشغال العالم بالنتائج الإنسانية الكارثية التي خلفتها الحرب والتغاضي عن المتسبب الأول فيها وهي جماعة الحوثي، يتيح للأخيرة تنفيذ أجنداتها على الأرض في مناطق سيطرتها، حيث تعمل على نشر فكرها الطائفي الدخيل على المجتمع وتكريس العنصرية والجهل وتغليم العملية التعليمية بتغيير المناهج وغسل أدمغة الأطفال ليسهل عليها جرهم لاحقا الى محارق الموت. وعلى مدار السنوات الماضية أعاقت المليشيات الحوثية وأجهضت كل السبل التي من شأنها خلق أرضية للتفاهم ومن ثم التوصّل إلى حل سياسي أو هدنة تمنح المدنيين المغلوبين على أمرهم فرصة لتجاوز الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب