ناقشت صحف عربية قرار الولايات المتحدة الأمريكية تقليص عدد قواتها في العراق. وأعلن قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث ماكينزي، أمس، أن الولايات المتحدة قررت تخفيض عدد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي.
“انتصار كبير”
تقول صحيفة رأي اليوم في افتتاحيتها إن “إعلان الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة العسكرية الأمريكيّة في الشرق الأوسط اليوم قرارا أمريكيا بتخفيض القوات الأمريكية في العراق من 5200 إلى 3000 فقط، مع وعد بتخفيضات أُخرى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية يؤكد أن المقاومة العراقية وصواريخها حققت انتصارا كبيرا وانتقمت جزئيا لمؤسسها اللواء قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ورفيقه أبو مهدي المهندس اللذين اغتيلا في غارة لطائرة أمريكية مسيّرة في يناير/كانون الثاني الماضي قرب مطار بغداد”.
وتضيف الصحيفة أن “هذا الانسحاب يؤكّد القاعدة التي تقول إن أمريكا وحليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تفهمان إلا لغة القوة، أما الدبلوماسية وسياسة الاستجداء فتعطي نتائج عكسية، تماما مثلما قال أحد قادة المقاومة العراقية والبسمة تملأ وجهه وهو يطالع أنباء هذا الانسحاب أو بالأحرى الهروب الأمريكي لأحد الصحافيين العراقيين المقربين من محور المقاومة”.
من المستفيد: العراق أم إيران؟
يؤيد موقع صوت العراق الوجود الأمريكي في البلاد “والتعاون مع أمريكا من أجل مصلحة العراق”.
ويقول صوت العراق إنه في عام 2011 “وبضغط من إيران والأحزاب الموالية لها على السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء آنذاك أصرّ الأخير على أمريكا في عهد رئاسة أوباما إخراج آخر جندي أمريكي في نهاية تلك السنة بحجة أن الوجود الأمريكي يشكل إساءة للكرامة والسيادة الوطنية … فماذا كانت النتيجة بعد خروج القوات الأمريكية عام 2011؟ النتيجة أن احتلت (داعش) في عام 2014 جميع المحافظات العربية السنية أي ثلث مساحة العراق ودنّسوا الأرض وهتكوا العرض”.
ويضيف الموقع: “لا يمكن لأية حكومة عراقية أن تحل مشاكل العراق الكبيرة إلا بدعم أمريكا. إن معظم دول العالم تنشد المساعدات الأمريكية، فلماذا العراق وحده وبوضعه الهش المنهك يجب عليه أن يعادي أمريكا واعتبار أية علاقة إيجابية معها انبطاح وذيلية مسيئة للكرامة والسيادة الوطنية”.
وينقل موقع سكاي برس عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد قيس النوري قوله إن “آليات ووسائل تنفيذ الاستراتيجيات للدول الكبرى تتغير تبعا للمتغيرات الدولية التي تفرض استحقاقاتها على المشهد الدولي، ونظرا لما أفرزته جائحة كورونا من خسائر اقتصادية جسيمة على الاقتصاد الأمريكي، فإن الأمر تطلب تخفيض الإنفاق التشغيلي الخارجي، المتمثل في الوجود العسكري خارج الأراضي الأمريكية، والتعويض عنه بعقود وتنظيم تفاهمات مع الدول الموجود فيها قوات أمريكية”.
ويرى النوري أن “الخاسر الوحيد فيما يجري هو العرب، وهذه الخسائر تصب في مصلحة النظام الإيراني الذي نجح في توظيف حالة ضعف النظام الإقليمي العربي، لكن الخبرة التاريخية بمعرفة مسارات التوجهات الإيرانية، تشير إلى أن النظام الإيراني يمرحل تحقيق أهدافه التوسعية، مستغلا متغيرات الواقع على الأرض، ويوظفها لصالح رؤيته التوسعية، وهو بهذا المنهج نظام ذو فلسفة براغماتية مرنة”.
ويقول موقع الخليج أونلاين إن ” الانسحاب الأمريكي من العراق لن يغير من القوة الأمريكية سواء في العراق أو المنطقة حيث إن الانتشار العسكري الأمريكي يتمدد في العديد من الدول”.
ويضيف أن “النفوذ الإيراني السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي هو موجود بقوة في العراق لكن الجيوش اليوم لا تقاس بالكثرة العددية في المناطق إنما تقاس بقابلية الحركة بالقوة النارية وبقابلية السيطرة”.
ويتابع الخليج أونلاين: “وجود القوات الأمريكية خلال الفترة القادمة في العراق يتركز على تقديم الاستشارة إلى القوات العراقية، بالإضافة إلى المعلومات الاستخبارية والدعم الجوي وبعض الدعم اللوجستي لتدريب هذه القوات، ومن ثم فهي لا تحتاج إلى قوات كبيرة لتنفيذ تلك المهام”.