تقارير

القائد عدنان الحمادي.. علامة مضيئة في مجد التاريخ العسكري اليمني

منصور سروري

في صيف العام 1984 يقدم الشاب ذو الستة عشر عاماً وبضعة شهور على خط السطر الأول لمستقبل حياته.

خلاصة ذلك السطر الالتحاق بإحدى الكليات العسكرية الموجودة بصنعاء أو الحديدة.

حينها كانت كل من كليتي (الحربية، الطيران والدفاع الجوي) بالعاصمة، والكلية البحرية بالحديدة لا تشترط أي منها للالتحاق بها سوى مؤهل الإعدادية، وبطاقة شخصية، وأن لا يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً، وثماني صور، وشهادة من عدل القرية تفيد بأنه من أهالي القرية، إلى جانب ضمانة تجارية.

ولأنه، كما أسلفت سابقاً، كان متأثراً بقصص أبطال ثورة 26 سبتمبر، خاصة أولئك الذين فكوا حصار السبعين يوماً عن العاصمة كأمثال عبد الرقيب عبد الوهاب، ومحمد مهيوب الوحش، وعلي مثنى قاسم جبران، ومحمد فرحان، وغيرهم فقد احتاط بتقديم عمره عامين في بيانات استمارة إتمام الدراسة الإعدادية حيث سجل فيها أنه مولود سنة 1966، على عكس التاريخ المبين بشهادة إتمام الدراسة الابتدائية بأنه مولود سنة 1968.

أقدم على ذلك التقديم بعمره عامين في بيانات استمارة إتمام الدراسة الإعدادية لأنه كان يعلم بشروط الالتحاق بالكلية.

يودع الشاب لأول مرة أسرته وداع من ستطول غيبته في هذه الرحلة.

حزم أمتعته، وتواً اتجه إلى العاصمة.

ومباشرة قصد الكلية الحربية، واستلم استمارة الالتحاق بالكلية.

يشرع باستكمال ملف وثائقه حسب شروط الالتحاق بالكلية.

يستخرج بطاقة شخصية، ويجهز الضمانة التجارية، والصور الشخصية، وغير ذلك.

في مسابقة العَدْو كان ضمن الذين فازوا، ومن ثم تأهلوا للمرحلة الثانية وهي مقابلة لجنة القبول الخاصة بإجراء مقابلة الطلاب المتقدمين للالتحاق بالكلية الحربية.

 

كانت قامته الفارعة الطول، وبنيته الجسدية التي تقوى عضدها بفلاحة الأرض، وصعود وهبوط جبل الشوار ذهاباً وإياباً من قريته ببني حماد إلى مدرسة القدس بقدس على مدى سنوات ثلاث.

إلى جانب طول القامة، وجلادة القوة البنيانية لجسده، ساهمت عناصر أخرى في اجتيازه بنجاح مقابلة اللجنة كعناصر الثقة بالنفس، وقوة النباهة، وحدة الذكاء، وغيرها من مكونات شخصيته الكاريزما.

لهذا لم يحتَج إلى وساطة كآخرين ممن دعموا حظوظهم بوساطات وتزكيات من مسؤولين كبار، وها هو ذا الشاب عدنان الحمادي قد صار طالباً ضمن الدفعة الرابعة والعشرين بالكلية الحربية.

وبدأ كغيره من زملائه ينهلون العلوم العسكرية على مدى سنوات ثلاث.

يلتحق مع دفعته بمدرسة المظلات ضمن الدفعة 51 قفز مظلات المنعقدة (من 20 يوليه إلى 3 نوفمبر 1986)، ويحوز على درجة النجاح بتقدير ممتاز، كما تشير إلى ذلك شهادة التخرج من مدرسة المظلات.

تخصص خلال دراسته بالكلية الحربية بدراسة سلاح المدرعات، حيث اشترك في الدورة التأسيسية لسلاح المدرعات المنعقدة بالكلية الحربية من تاريخ 10 نوفمبر 1986 إلى 27 سبتمبر 1987، بفعل مثابرته، وميوله لهذا النوع من التخصص والدراسة فقد اجتاز الامتحان بنجاح، وجاء تقديره ممتازاً بنسبة 87،81% وترتيب (الخامس) من مجموع 63 طالباً، حد ما ورد في وثيقة النجاح، ما يعني أنه كان من بين العشرة الأوائل للدفعة الـ (24) التي تزامن تخرجها من الكلية الحربية مع احتفال شعبنا اليمني بمرور ربع قرن على قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

ولذلك أطلق عليها دفعة اليوبيل الفضي، ليمنحه المجلس الأعلى للكلية الحربية في 27 سبتمبر 1987 بكالوريوس العلوم العسكرية أيام ما كان المقدم ركن طاهر أحمد الشهاري مديراً للكلية الحربية، والمقدم مهندس عبد الله حسين البشيري رئيساً للمجلس الأعلى للكلية الحربية.

 

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق