تاتشات

خيال الشوك

غسان خالد

سوف تحمل الفقد

على طول  هذه البلاد

تذروه

رياح

صحاري

أتربة

بحار

أودية

لا تنسى

وانت تهش الذئاب عنها

أن تبعد الذباب

عن دمك.

***

كنت أعدَّ الورد

اقتطع من خيالي

طاقة للبقاء

و ربما حيلة للعجز

لكن الدماء دائما

كانت تسبق يدي

وزناد الحرب  أسرع من صوتي

 

***

 

لأني أحبك

بسطت  لكِ خيالي حديقة

وقلبي عاطفة ملونة

وروحي مصب زهور  في فم وريدك

لكنك كالريح

تسبقين خيالي

بسرعة غير مفهومة

تتجاوزين ما قلته لك للتو

تنهار عاطفتي

تلك التي لا تستطيع

اللحاق بك

والآن

وأنتِ تجرين دموعكِ

قد أضعتِ  اليد التي تدفع عنكِ

 

***

أن تكون شاعراً في زمن الحرب

معناه أن تسجن الأفكار في قيد روحك

تهطل بأقدامك على الحياة

يمتد ليلك وأنت تفكر

بلعبة الكلمات

تستعيد بها مشاهد الأمل

تعيد للضوء ما خلفه على العتمة

تبحث عن  الوردِ أسفل الأسفلت

تحدق في  حوافر الخيول

تختفي أسفل أغطية المقاتلين

تشارك عدوك الخبز

تربي  العجز لدموعك

ينغرس وجعاً كبيراً على ملامحك

وهذا اسوأ ما يحدث للإنسان في زمن الحرب

 

***

أشياء كثيرة تتسرب منا

ونحن نبحث عن وطن دافئ

نهرب من جغرافية الرماد

إلى عجزنا

من نافذته
نشاهد اطرافنا وهي تتمزق

نجادل الخوف في تغريبتنا

نبحث عن منفذ يطل على الحياة

نسقط

من ملل الوقوف بلا حراك.

***

أنجَبَنا الوطن

ثم قيد حواسنا

إلى حبل قصير،

الخيار الوحيد الذي نملكه

أن نجهز على ما تبقى من أثر إنسان فينا

كي نغادره

نلتفت مرة واحدة  إلى اقدامنا وهي تحترق

واسماءنا التي تستغيث ولا ينصت لها أحد.

***

لا يلمع في الليل سوى حزنٍ

أكثر  وضوحاً من الغد

أكثر حضوراً من صباح

وأقل بهجة من موسيقى رديئة

 

لا شيء أشد حضوراً في الصباح

سوى الموت

وأسماء من فقدو اعضائهم

لقد كان خطأهم

حين نقشوا يمنهم

في مواضع اجسادهم التي بترت

لقد حملها احبابهم  إلى المقبرة

هذا المكان المثقوب الذي نخافه

 

***

نحن الذين ودعنا اباؤنا بطريقة لا تحتمل

لم نفهم بعد

كيف شاخوا أمام أعيننا

وكيف مضت سنواتهم مسرعة

 

حين أن صرنا  ابائهم

لم نفهم معنى أن نكون أبناء جيدين لهم

ننظر إلى ابناءنا

نظرة على الزمن

وهم يكبرون  بوطأة غامضة

بثقل نقلم السنوات أمامهم

ثم تمر الحياة

نرتبك

نتذكر أباءنا الراحلون بحسرة

ننظر إلى أولادنا بحيرة

لا نستطع تذكر

كم من الوقت عشنا

كم سماء صافية عبرت  اجفاننا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق