كشفت وثائق نشرتها مبادرة “استعادة” عن تدخل استخباراتي إيراني في قطاع الاتصالات في اليمن لتمكين مليشيا الحوثي من السيطرة الكاملة عليه واستخدامه في الجانب الاستخباراتي والاستثماري والمالي.
وأعد فريق منظمة “مبادرة استعادة” المعنية بتعقب جرائم الحوثي “قائمة سوداء” مؤلفة من 57 قيادياً من الجماعة الحوثية و6 شركات، من بينها اثنتان إيرانيتان تستغل الاتصالات استثمارياً وعسكرياً وتجسسياً.
وفقاً لتقرير المنظمة بعنوان “الاتصالات.. أداة حرب لا خدمة”، فإن التدخل الإيراني تركز على نحو خطير وفعال في الاتصالات عبر مشروع “التشارك” الذي ينفذه الحوثيون ويشرف عليه خبراء من شركتي “ألما” و”بي آر تل” التابعتين لطهران.
وأوضح أن المشروع يستهدف تحقيق أهداف مزدوجة للحوثيين وإيران، أبرزها رفع كفاءة قدرات المليشيات الاستخباراتية عبر التجسس وزيادة نسبة الأرباح من الاستثمار والتحكم في الاتصالات لإمداد الخزينة الحربية.
واعتبر التقرير دخول تقنية “الجيل الرابع” التي دشنتها شركات حوثية مؤخراً بأنها “وسيلة متطورة مكنت المليشيات من تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية في مختلف الجوانب”، تحت إشراف خبراء الاتصالات من الحرس الثوري الإيراني.
وكلفت جماعة الحوثيين خلية استخباراتية للقيام كحلقة وصل بينها والاستخبارات الإيرانية تضم كلا من: محمد حسين بدر الدين الحوثي (مدير دائرة الاتصالات العسكرية المشرف العام على برنامج التشارك الحوثي الإيراني) ومحمد ناصر احمد مساعد (مدير دائرة الاتصالات الجهادية للحوثيين) وعبدالخالق احمد محمد حطبة (نائب مدير دائرة الاتصالات العسكرية) ومحمد محسن حسين المتوكل (ينتحل اسم محمد محسن الشهاري) ليكونوا حلقة الوصل الرئيسية بينها وبين إيران.
وذكر التقرير أن الحوثيين والإيرانيين عقدوا عدداً من اللقاءات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة، من أجل تحقيق أهداف الميليشيا استثمارياً وعسكرياً واستخباراتياً من قطاع الاتصالات في اليمن.
وكشف أن ميليشيات الحوثي تلتف على القرارات والعقوبات الدولية التي طالت صالح مسفر الشاعر الحارس القضائي والذراع الأيمن للموارد المالية للميليشيات من خلال تمكين شقيقة عبد الله مسفر الشاعر من قطاع الاتصالات عبر شركة “شبام” القابضة والتي تدير حالياً مجموعة من الاستثمارات الحوثية من بينها قطاع الاتصالات.
ويشكّل قطاع الاتصالات أحد أهم الموارد المالية واللوجستية للميليشيات الحوثية لاستمرار حربها ضد الشعب اليمني، إضافة إلى تسخيره في جرائمها وانتهاكاتها بحق المعارضين، واستخدامه في انتهاك حرمات وخصوصياتهم عبر التجسّس على اتصالاتهم ورصد تحرّكاتهم بغرض ابتزازهم أو استهدافهم بعمليات اغتيال.
وكشف التقرير التفاصيل السرية لصفقة الاستحواذ الحوثية على شركة mtn في اليمن وتحويلها إلى شركة you تحت ستار الشركة اليمنية العمانية المتحدة، وكذا نسب الحوثيين والعمانيين في الصفقة.
كما تطرق إلى سيطرة الحوثيين على شركتي واي وسبأفون وحجم الأموال التي تجنيها الجماعة الحوثية من قطاع الاتصالات، إضافة إلى تهريب المكالمات الدولية بإشراف مباشر من المدعو عبدالحكيم الخيواني رئيس ما يسمى (جهاز الأمن والمخابرات الحوثية) والمدعو حمد أحمد العزي.