مانشيت-متابعات
سلط موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي المعني بالشؤون الاستخباراتية، الضوء على ما وصفه بالنشاط الملموس والمكثف من قبل سفير إيران “حسن إيرلو” للقوات الحوثية.
وذكر الموقع أن “إيرلو” لم يكن مكتوف الأيدي منذ وصوله على متن طائرة عُمانية لتولي منصبه الجديد كسفير لإيران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث شرع في إعادة هيكلة جماعة الحوثي، وجعلها أكثر تشددا.
وكشف الموقع أن “إيرلو” وصل إلى اليمن على متن طائرة كانت مخصصة لإعادة مقاتلين من جماعة الحوثين بعد تلقيهم العلاج في العاصمة مسقط، وذلك على عكس التقارير التي أفادت أن إيرلو وصل على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة.
ووفق “إنتلجنس أونلاين”، فقد همش “إيرلو” مسؤولين معتدلين بجماعة الحوثي مثل رئيس اللجنة الثورية “محمد على الحوثي” لصالح متشددين آخرين مثل وزير الداخلية “عبدالكريم الحوثي” ومدير حكومته “أحمد حامد”.
ولفت إلى أن “إيرلو” تخلص أيضا من الجماعات المسلحة المستقلة – التي كانت تحاول شق مكان لنفسها داخل قيادة الحوثي- من أجل تشكيل وحدة أقوى بالتزامن مع استعدادات الجماعة الحوثية لخوض معركة استراتيجية للسيطرة على مأرب، انطلقت في فبراير/شباط الماضي.
وأوضح الموقع الاستخباراتي أن تأمين السيطرة الإيرانية على طرق توريد الأسلحة كان أيضا محط اهتمام آخر للسفير الإيراني في اليمن.
وأضاف، عمل “إيرلو” -الذي كان الرئيس السري السابق للعمليات في الحرس الثوري الإيراني من 2015 إلى 2020- مع مسؤول فيلق القدس في اليمن، “عبد الرضا شهلاي”، ورئيس المخابرات العسكرية في جماعة الحوثي، “أبو علي الحاكم” – الذي قاد هجوم مأرب – للسيطرة على الحركة البحرية في مضيق باب المندب، من ميناء الحديدة إلى صلالة في عُمان.
وذكر الموقع أن “إيرلو” كان استباقيا أيضا في تعزيز النفوذ الإيراني من خلال افتتاح فروع جديدة لجامعة المصطفي الدولية في قم – مدرسة دينية لتدريب الملالي- في صنعاء وصعدة.
وفى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتهمت الخارجية الأمريكي طهران بتهريب “إيرلو” الذي وصفته بأنه عضو في الحرس الثوري الإيراني إلى اليمن، تحت غطاء سفير لدى جماعة الحوثي بصنعاء.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “مورجان أورتاجوس” في حينها “قام النظام الإيراني بتهريب حسن إيرلو عضو في الحرس الثوري الإيراني مرتبط بـ(حزب الله) اللبناني، إلى اليمن تحت غطاء سفير لدى مليشيا الحوثي”.
واعتبرت أن “نية النظام الإيراني استخدام الحوثيين، لتوسيع نفوذه الخبيث واضحة”.
وتعد إيران أول دولة تعين سفير لها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي أغسطس/آب 2019، عينت جماعة الحوثي سفيرا لها في طهران، وسط استنكار من قبل الحكومة اليمنية.
ومنذ أكثر من 6 أعوام، يشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثي، أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.