تقارير

اقتحام الكونغرس: هل كانت “محاولة انقلاب فاشلة”؟

مانشيت-وكالات

تناولت صحف عربية اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها منافسه جو بايدن.

ونشر ترامب مقطع فيديو جديدا عبر فيه عن غضبه إزاء أعمال العنف والفوضى التي شهدها مقر الكونغرس.

ولكن الرئيس المنتخب جو بايدن حمل ترامب مسؤولية أحداث الكونغرس. ولقي أربعة أشخاص من المدنيين حتفهم أثناء الهجوم، وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن ضابط شرطة توفي اليوم متأثرا بجراحه.

“كلمات العار والفوضى”

وتقول القدس اللندنية في افتتاحيتها “إضافة إلى كلمات العار والفوضى والانقلاب التي استخدمتها وسائل الإعلام العالمية لتوصيف ما فعله ترامب وأنصاره، وإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر وانستغرام لحساباته، ودعوات نواب لعزله قبل أسبوعين من انتهاء ولايته، لا بد أن كثيرين في العالم كانوا يأملون في انتهاء (إنجازات ترامب)، الذي بدلا من (إعادة أمريكا عظيمة)، أصبح الرئيس الأول منذ 90 عاما الذي يخسر محاولة الاستمرار في الرئاسة لولاية ثانية والأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وختم حكمه بهذه الطريقة المريعة”.

ويقول أسامة غريب في المصري اليوم إن “ترامب لا يستطيع التنصل من مسؤوليته عما حدث لأنه هو زعيم الغوغاء الذين كسروا النوافذ ودخلوا المجلس واحتلوا مكاتب النواب. ولقد كان المقتحمون فى غالبيتهم ذوي هيئات غريبة إذ ارتدوا ملابس تشبه جيوش التتار من فراء وجلود دببة وعلى رأسهم قرون، حيث أثاروا فزع رجال الشرطة أنفسهم”.

” محاولة الانقلاب الفاشلة”

ويرى محمد السعيد إدريس في الخليج الإماراتية أن محاولة اقتحام جلسة الكونغرس للتصويت على نتائج الانتخابات الرئاسية، كشفت حجم التحديات التي باتت تواجه النظام السياسي الأمريكي كله، وليس فقط إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن. فالانقسامات والتصدعات السياسية التي أفرزتها نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فاقت كل التوقعات. فالحزب الجمهوري يواجه مخاطر التفكك إذا ما استمر الرئيس المنتهية ولايته في قيادة مشروع رفضه نتائج الانتخابات، رغم تصريحه بأن الولايات المتحدة ستشهد انتقالا سلسا للسلطة في 20 يناير /كانون الثاني.

ويقول الكاتب: “تداعيات تلك الصراعات خاصة ظهور ممارسات تنافسية بين بعض الولايات، دفعت مراقبين للتساؤل عن مدى إمكانية صمود الولايات المتحدة كدولة موحدة، وهل يمكن أن تواجه خطر الانفراط والتفكك؟”.

ويقول نواف التميمي في العربي الجديد اللندنية إن “ما جرى مساء الأربعاء حدث استثنائي في تاريخ الولايات المتحدة، وكان بمثابة الطلقة الأخيرة التي صوبها دونالد ترامب على مستقبله السياسي، وتبددت معها آماله في نيل أي تأييد من الحزب الجمهوري الذي لن يسجل في تاريخه تأييد (أو تسمية) مرشح حشد أنصاره للانقلاب على المؤسسات الشرعية، وتقويض الديمقراطية الأميركية بالهمجية والبلطجة”.

ويضيف الكاتب أن “المفارقة أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها أنصار ترامب بتحريض مباشر منه، تمت بالتزامن مع بدء شخصيات جمهورية التحضير لانتخابات 2024 في اجتماع اللجنة الوطنية للحزب في ولاية فلوريدا والنظر في قائمة مرشحين كان يتصدرها هذا الرجل، والأرجح أنه لم يعد مرشحا قويا يحظى بمعدلات رضا عن أدائه وصلت بين الجمهوريين إلى 86 في المئة في استطلاعات وطنية أجريت قبل يوم الأربعاء الأسود”.

على المنوال ذاته، يقول ماجد كيالي في العرب اللندنية: “على الصعيد الحزبي فعلى الأرجح أن الحزب الجمهوري سيعاني كثيرا جراء ذلك، ما يتطلب منه جهودا كبيرة لترميم مكانته وصورته، ولعل من دلائل ذلك خسارته ولاية جورجيا التي تعتبر حصنا له منذ عقدين”.

ويضيف الكاتب أن “الدرس الأساسي الذي يمكن استنتاجه من كل ما جرى، سواء بالنسبة إلى الولايات المتحدة، أو بالنسبة إلى التجربة الديمقراطية عموما، مفاده أن الديمقراطية تحتاج إلى أدوات ونظم وثقافة لتحصينها وتقويتها باستمرار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق