رئيسيمانشيتات محلية

“غريفيث” يُنهي عمله رسميًا كمبعوث أممي

مانشيت-متابعات

أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مساء الأحد، إنهاء فترة ولايته كمبعوث أممي إلى اليمن، خلال ثلاث سنوات مضت.

وكان غريفيث قد تم تعيينه مؤخرًا وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية، ومنسقًا للإغاثة في حالات الطوارئ.

وقال السيد غريفيث في آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن بصفته المبعوث الخاص إلى اليمن: لقد وصفت الأمم المتحدة اليمن منذ أمد بعيد بأنَّها أسوأ أزمة إنسانية صنعها الإنسان في العالم، وأود هنا أن أشدّد على عبارة “صنعها الإنسان”.

وأضاف، “إن إنهاء الحرب هو خيار، فاليمنيون رجالاً ونساءً وأطفالاً يعانون كلّ يوم لأنَّ أصحاب السلطة قد فوتوا الفرص التي عُرِضَت عليهم لتقديم التنازلات اللازمة لإنهاء الحرب”.

وأكد غريفيث أن السبيل الوحيد للخروج من الصراع في اليمن هو التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، محذرًا من أن مرور الوقت يهدد فرص التوصل إلى الحل السلمي.

وقال: “لم يعد الوقت في صالح اليمن، فعلى مدار النزاع تضاعفت وتشظت المجموعات المسلحة والسياسية، وتزايد في غضون ذلك التدخل الأجنبي ولم يتراجع، وما كان ممكنًا لفضّ النزاع قبل سنوات لم يعد ممكنًا اليوم، وما هو ممكن اليوم قد لا يبقى متاحًا في المستقبل”.

ونوه المبعوث الأممي أن الأمل موجود دائمًا في مناصرة اليمنيين للسلام، مسلطًا الضوء على الإنجازات الملهمة لليمنيين الذين شكلوا تحالفات ونفذوا مبادرات تمتد من بناء منصات إعلامية غير حزبية إلى حشد وتنظيم نشاط المجتمع المدني وشبكات السلامة المجتمعية.

وسرد المبعوث الأممي السابق أبرز محطات السلام التي قادها في اليمن، كالتوصل إلى اتفاق ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول عام 2018، والذي تضمن الاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بين الحكومة واليمنية والحوثيين.

وإطلاق أكبر صفقه تبادل أسرى يمنيين برعاية المبعوث الأممي وإشراف الصليب الأحمر الدولي، نجحت بالإفراج عن 1056 اسير من الطرفين في 2020، واتفاقية الترتيبات المؤقتة، التي سمحت بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة 2019.

وكذا تشكيل هياكل استشارية، مثل المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية المُختصّة، وهيئة استشارية من الخبراء اليمنيين الذين دعموا مكتب المبعوث الأممي الخاص أثناء المحادثات التي جرت في ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018.

 

وفي إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن، أكد غريفيث، أن “أي تسوية سياسية يجب أن تعكس احتياجات وأولويات وتطلعات أكثر المتضررين من النزاع، وليس فقط أولئك الذين يشاركون فيه وقد عمل مكتب المبعوث الأممي الخاص على أن تعكس جهود الوساطة وجهات نظر وآراء الجماعات غير المسلحة مثل النساء والشباب والمجتمع المدني”.

وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي اليمني عبدالله الدهمشي، إن إحاطه غريفيث الأخيرة أمام مجلس الأمن ليست مهمة وهي مجرد “استهلاك للوقت”، مؤكدًا أن غريفيث نجح في مهمته كمبعوث أممي إلى اليمن.

ويرى، في تصريح أن المبعوث الأممي غريفيث عمل وفق خطة تجزئة الأزمة اليمنية إلى ملفات، مبتدءًا بالوضع العسكري في الحديدة، وبالتالي نجح في أن تصبح الأزمة اليمنية في عهده ومن بعده عبارة عن ملفات منفصلة يتم تناولها من زوايا متعددة عسكرية إنسانية اقتصادية، ولكن بعيدًا عن طبيعتها السياسية”.

وأردف قائلاً: الطبيعة السياسية في اليمن، بوجود أطراف سياسية غير متكافئة، نحن نقف أمام جماعة متمردة وسلطة شرعية، أو كأزمة محكومة بمرجعيات تم الخروج عن أطرها من قبل الحوثيين بالقوة المسلحة، بالإضافة إلى جماعات مسلحة أخرى”.

وأشار الدهمشي إلى أن الأزمة اليمنية عقب غريفيث ستتحرك ضمن أولوية وقف إطلاق النار، وبما يعني التزام التشكيلات المسلحة بواقع سيطرتها الجغرافية بعيدًا عن الدولة التي انهارت وفق خطة محكمة عملت عليها الوصاية الأممية وأنجزتها التدخلات الخارجية، حسب قوله.

وفيما يتعلق باستعراض غريفيث أمام مجلس الأمن لنتائج “المبادرة العمانية”، قال المحلل السياسي اليمني، إن هناك وساطة عمانية تحاول استغلال ثقلها لدى الحوثيين لانتزاع موافقتهم على مقترحات وضعها غريفيت قبل عام، وأظن أنها ستستمر، فالتجاذبات الخارجية للأزمة اليمنية متوقفة بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران”، مرجحًا أن يكون هناك تغير في مسار الأزمة اليمنية عقب الانتخابات الايرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق