لم تكمل دراستها الجامعية إلا بشق الأنفس ومن ثم دارت رحى الحرب في ديارها وعزمت أسرتها على النزوح إلى أماكن أكثر أمناً
وما أن بدأت أوضاع الاسرة يستقر حتى ظهر كوفيد 19.
إخلاص العبسي تقطن مديرية حيفان محافظة تعز، بالرغم من شظف العيش الذي تعاني منه أسرتها وغلاء متطلبات التعليم إلا أن اصرارها جعلها تكمل دارستها الجامعية.
تقول إخلاص: منذ اندلاع الحرب أواخر مارس 2015م ساءت أوضاع أسرتي المعيشية ومع اشتداد القصف والمواجهات بين طرفي الصراع، أضطرينا للنزوح لمديرية طورالباحه بمحافظة لحج.
في دورة لتعلم الخياطة
وتضيف: في شهر إبريل 2020م تم إلتحاقي مع 9 من رفيقاتي بدورة تحت شعار (مهارتي بيدي -ابداع رغم الصراع) بمركز تنمية الأسر المنتجة بالمديرية وتحت إشراف منظمة محلية وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الانمائي (UNDP)وعلى مدى شهر كامل تدربنا فيه على إتقان مهنة الخياطة.
في زمن جائحة
ومع انتشار فيروس كورونا وحاجة المجتمع للكمامات كإجراء وقائي من الاصابة وفي ظل الطلب المتزايد للحصول على الكمامات.
تشير إخلاص: أنها وبالتعاون مع زميلاتها الـ9 المتدربات في الدورة، قمن بإنتاج 5000 ألف كمامة بهدف توزيعها على المرافق الصحية والمؤسسات الحكومية كمساهمة مجتمعية للوقاية من انتشار الفيروس.
معاناة
وعن عمل المرأة في ظل الجائحة: توضح الدكتورة إنتصار السقاف اختصاصي علم اجتماع: أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على عمل المرأة واجتمعت على بعض الأسر معضلات الحجر والفقر وظهرت موجة جديدة من العنف ضد المرأة العاملة في القطاع الخاص وذلك في تسريح كثير من العمال والعاملات.
قصة نجاح مميزة
أما عبدالباسط المصفري رئيس مؤسسة بصمة أمل للتنمية الاجتماعية م /لحج يقول: أن قصة إخلاص قصة نجاح متميزة بالرغم من قصر فترة التدريب وانتشار جائحة كورونا، وانعدام الكمامات الصحية وارتفاع أسعارها فقد بادرت مع مجموعة من المتدربات في صناعة الكمامات وتوزيعها على المرافق الصحية والمؤسسات الحكومية ، فإخلاص فتاة مثابرة وطموحة حرصنا بالمؤسسة وبالتعاون مع مركز تنمية المجتمع والأسر المنتجة على تمكينها من تعلم مهارة وحرفة الخياطة كمصدر دخل لإعانتها في مواجهة متطلبات الحياة والعيش بكرامة كونها نازحة.
*المصدر: المشاهد نت