تقارير

على الرغم من محاولاتها الحثيثة لإخفائها..هل تتفاقم حدة الصراعات البينية في صفوف جماعة الحوثي؟

مانشيت-خاص

مع وصول عنصر الحرس الثوري إلى صنعاء حسن إيرلو في أكتوبر الماضي ،بدأت تظهر للعلن وبشكل متزايد،تبادل مراكز قوى الحوثي تهماً بالفساد في حملات بينية،ناهيك عن الصراعات الداخلية المسبقة،وعمليات التصفيات والاغتيالات الممنهجة خاصة للجناح الحداثي للجماعة والذي كان يقود معارضة من نوع ما للسياسات الهمجية التي تنتهجها الجماعة منذ انقلابها  على السلطة الحكومية في مطلع العام 2014  فما هي أسرار  وخفايا هذه الصراعات البينية،وماهي أسبابها؟

 

اجتماع  افتراضي  طاريء لزعيم الجماعة على خلفية خلافات بينية:

تفاقم الصراع الداخلي مؤخرا بين قيادات الجماعة وخروجه للعلن، دفع بزعيمها عبدالملك الحوثي، لعقد اجتماع افتراضي طارئ لمشرفي جماعته الإرهابية ووزراء حكومته الانقلابية بصنعاء ، في محاولة لوقف النزاع الحاد القائم بين الأجنحة الحوثية.

وضم الاجتماع الذي جرى عبر دائرة تلفزيونية من مخبئه، نائبي رئيس مجلس النواب الخاضع لسيطرة الميليشيا، عبد السلام هشول، وعبد الرحمن الجماعي، الذين تم فرضهما بالاجبار، وأحمد حامد مدير مكتب رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى (الانقلابي) المشاط، ومدير مكتب زعيم جماعة التمرد ذراع إيران، سفر الصوفي.

كما تواجد جميع أعضاء حكومة الانقلاب ووزراء ونواب الوزراء ورؤساء المؤسسات والهيئات في الرئاسة والحكومة والأجهزة الرقابية، وفق وسائل إعلام الميليشيا.

تهديد بالتصفية

طالب الزعيم الحوثي اتباعه في الإجتماع الطارىء القيام بواجبهم، في حديث حمل تهديدا علنيا بالتخلص منهم مثل ما حصل مع وزير الشباب، حسن زيد ومسؤولين حوثيين آخرين جرى تصفيتهم.

 

عمليات اغتيال وتصفيات مسبقة

 

في العام 2019 قتل قيادي حوثي يُدعى محمد المطري «أبوسراج» يعمل في جهاز الاستخبارات الخاص بجماعة الحوثي، على يد مرافق قيادي آخر يدعى «أبوالزهراء» في منزله بصنعاء، بعد تصاعد الصراع بين قيادات حوثية على خلفية صفقات فساد وضخ مشتقات نفطية إلى السوق السوداء.

ويُعَدّ أبوالزهراء من القيادات المقربة من زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي وينتمي إلى صعدة معقل جماعة الحوثي.

واشتبك القيادي الحوثي القتيل بالأيدي مع القيادي «أبوالزهراء» في منزل «أبوسراج»، قبل أن يتدخلَ المرافق الشخصي للقيادي أبوالزهراء، ويطلق عليه وابلًا من الرصاص ويرديه قتيلًا.

مقتل «أبوسراج» ليس المشهد الأول في صراع قادة الجماعة على المال والنفوذ والسلطة في صنعاء؛ حيث قتل القيادي الحوثي، إسماعيل عبدالقادر سفيان، والمعين من قبل ميليشيا الحوثي وكيلًا لمحافظة إب، في نهاية يونيو 2019، بمواجهات عنيفة بين قيادات وأجنحة الميليشيات الحوثية بالمحافظة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.

كما قتل القيادي الحوثي، سلطان الوروري، في 11 يوليو 2019، في منطقة الظهار بالقرب من نقطة تابعة للانقلابيين، كما تم نهب سيارته نوع «طقم» وسلاحه الشخصي (كلاشنيكوف) وخنجره المسمى بـ«الجنبية»،

كما شهد يونيو 2019 اعتقال 7 قيادات من الصف الأول في صفوف الجماعة ، بينهم رئيس مجلس الشورى في صنعاء، المُعين من قبل الجماعة، محمد العيدروس، والذي تم اقتحام مكتبه واعتقاله ومصادرة ختم رئاسة المجلس، على خلفية تصاعد حدة الخلافات بين أجنحتها، على رأسهم المدعوين «أبوعلي الحاكم» و«عبدالخالق الحوثي».

 

تصفية حسابات ..وصراعات كبرى

بحسب مصادر إعلامية يمنية، فأن طريقة الأجنحة المتصارعة داخل الحركة في تصفية الحسابات هي تصفية الشخصيات المعارضة نفسها، عبر عمليات الاغتيالات، أو الدفع بهم إلى الجبهات المشتعلة، ففي يناير 2019تعرض محمد علي الحوثي لحادث سير، كاد أن ينهيَ حياته، وسط مؤشرات بوقوف مهدي المشاط رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، وراء الحادث، في ظل صراع المال والنفوذ والسلطة بين قيادات الحوثي.

وبدأت المشكلة عندما أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، في 31 تموز/يوليو2018 مرسوما بتعيين أبرز زعيم للميليشيا، محمد الحوثي، في مجلس الشورى.

 

ورفض محمد الحوثي الذي قاد انقلاب الحوثيين عام 2014 هذا المرسوم، لأنه عزله من المجلس السياسي الذي يعتبر الكيان الأقوى في هيكلية الجماعة.

 

وفي 9 آب/أغسطس2019، قتل إبراهيم بدر الدين الحوثي في صنعاء، وذكرت بعض التقارير أنه اغتيل على أيدي فصيل منافس داخل الجماعة.

وهو أحد زعماء الحوثيين البارزين، وشقيق زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

 

أسباب الصراعات

يرى العديد من  المراقبين والمحلليين الساسين أن قادة الميليشيا المنتمين لعائلات هاشمية أو حوثية تتحدر من محافظة صعدة، يتمتعون بمعاملة مميزة ويتولون مناصب أرفع من القادة المتحدرين من محافظات أخرى.

وقدبلغ الصراع حدته  ووصل الى مستوى لم تصل إليه منذ سنوات، وأدى في الآونة الأخيرة إلى مقتل عدد من قادتهم.

حيث تتصارع القيادات الحوثية؛ من أجل زيادة حصتها في الوظائف العليا للمؤسسات الحكومية الواقعة تحت سيطرتها، ورفع نسبة العائدات المالية التي تجنيها  من الإتاوات ونهب المواطنين اليمنيين، وعمليات تهريب المشتقات النفطية والأدوية والأغذية، وسرقة أموال المتقاعدين، وكذلك العقارات في مناطق سلطتهم، وكانت منظمات حقوقية قد ذكرت بأن الحوثيين أصدروا أوامر قضائية للاستحواذ على ممتلكات عقارية لخصومهم السياسيين،وتعد هذه المكاسب بالإضافة الى الصراعات والاحقاد المناطقية وسعي كبرى القيادات الى الأستحواذ الكامل على السلطة وتهميش الفصائل والأجنحة  الأخرى وقيادات الصفوف الدنيا ،من أبرز العوامل التي أدت  الى تفاقم الصراعات  المناطقية والسلطوية  بين مكونات الجماعة.

تقارير حكومية وحقوقية

 

وتشير العديد من التقارير الحكومية اليمنية والحقوقية إلى نهب قادة ميليشيا الحوثي لأموال الشعب اليمني وظهور علامات الثراء على العديد من القيادات، لافتًة إلى أن الفساد في اليمن أصبح واضحًا بقوة ويشكل نهبًا واسعًا لمقدرات الشعب اليمني، ولكن هل ستصل الصراعات البينية وعمليات الاغتيالات وتصفية الحسابات والتي تحاول الجماعة جاهدة إخفائها الى زعزعة الجماعة،وتفكيكها داخليا   وإضعافها ،خاصة مع زيادة حدتها في  الآونة الأخيرة؟

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق