مقالات - شؤون ليبية

تلاشي حلم داعش بإقامة دولته المزعومة في ليبيا

مانشيت-آراء حرة

منذ أن نجحت السّلطات اللّيبيّة في طرد الجماعات الإرهابيّة الدّاعشيّة من أراضيها قبل قرابة أربعة أعوام، راحت هذه الأخيرة تستغلّ الأوضاع المتوترة في بعض المدن اللّيبيّة، وترسّخ لوجودها جنوبًا، حيث الحدود المفتوحة والصحراء المترامية، بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية.

لقد تسرّبت جماعات إرهابية إلى الدروب الصحراوية الشاسعة واستقرت فيها إلى أن أصبح لهذه الجماعات جيوب إرهابية في بعض المناطق النائية، تستخدمها في تجميع عناصرها من مختلف الدول، بهدف استكمال أجندة التّنظيم الإجراميّة.

وأمام هذه التّهديدات الإرهابيّة المتعدّدة الّتي تستهدف الجنوب اللّيبي بشكلٍ أوّلي بغية الانتشار من جديد في ربوع البلاد كافّةً، اتّحدت القوى اللّيبيّة المختلفة وتعاونت مع أجهزةٍ مختلفة بغية القضاء على هذا الوحش الداعشيّ.

فقد كانت القيادة العسكرية في أفريقيا (أفريكوم) تشنّ عمليّات متفرّقة على مناطق في صحراء الجنوب اللّيبي ساهمت بقدر كبير في تعقّب هذه العناصر، وتحجيم تحركاتها.

كما أنّ الجيش اللّيبي، بدوره، يعمل جاهدًا للقضاء على فلول التّنظيم، فقد شنّ مؤخّرًا عمليّة نوعيّة على هذه الجيوب غرب مدينة سبها، وقتل ما يسمى “أبو عبد الله” المكلف إمارة داعش في ليبيا.

وسبق لقوات عملية “البنيان المرصوص” محاربة تنظيم داعش في مدينة سرت قرابة عامين، فتمّ إعلان تحرير المدينة في السابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 2016.

والشهر الماضي، تمّ قتل 3 عناصر من تنظيم داعش خلال هجوم استهدف منطقة غدوة (70 كيلومتراً جنوب سبها)، بعد أن كانت عناصر متطرفة قد داهمت مناطق في الجنوب وخطفت مواطنين.

كما كان مدير فرع الإدارة العامة للدوريات الصحراوية في المنطقة الجنوبية التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة اللّيبيّة المقدم أسامة عثمونة، قد أكد صدّ هجومًا نفذه عناصر التنظيم استهدف منطقة غدوة.

من المؤكّد أنّ هذه العمليّات المختلفة، وغيرها، سيكون لها تأثير كبير على مستقبل التنظيم الذي صور لنفسه أنه من الممكن أن يستعيد نفوذه وتحقيق أحلامه القديمة بإقامة دولته المزعومة في ليبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق