مانشيت-وكالات
توجهت اتهامات لطواقم عمل منظمة الصحة العالميةبانهم قاموا بستغلال جنسي أثناء قيامهم بمهام مكافحة فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وتعهدت المنظمة بانها ستحقق في الموضوع .
وتواجه طواقم عمل في منظمة الصحة العالمية ومنظمة إغاثة أخرى اتهامات من قبل 50 امرأة، وذلك في إطار تحقيق استقصائي أعدته وكالتا أنباء.
وزعم التحقيق أن بعض النساء المحليات اللائي حصلن على مزيد من المشروبات، جرى “الإيقاع بهن” داخل بعض المستشفيات، وأجبرن على ممارسة الجنس، وتسبب ذلك في حمل اثنتين منهن.
وتشير هذه المزاعم إلى أن تلك الوقائع جرت في الفترة بين 2018 ومارس/ آذار من العام الجاري.
وأعدت وكالة أنباء “ذا نيو هيومانيتيريان”، ومؤسسة طومسون رويترز تقريرا استقصائيا في هذا الشأن استغرق قرابة عام.
وقالت المنظمة الدولية في بيان لها إن هذه المزاعم سوف تخضع “لتحقيق مستفيض”.
وأضافت: “سوف يخضع أي ممن يثبت تورطه في ذلك للمسائلة، وسوف يواجه تبعات خطيرة، بما في ذلك الفصل الفوري من العمل”.
وتابعت المنظمة في بيانها: “خيانة الناس والمجتمعات الذين نقدم لهم خدماتنا سلوك غير مسؤول”.
وتوفي أكثر من 2000 شخص من جراء انتشار فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، التي قادت جهود الحد من انتشار هذا الفيروس القاتل، القضاء على هذا المرض نهائيا في يونيو/ حزيران الماضي.
وتعهدت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى بألا يكون هناك أي تهاون مع الانتهاكات الجنسية من قبل موظفيها، وذلك عقب ظهور مزاعم مشابهة في دول أخرى.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن بلاده سوف تتابع عن كثب نتائج تحقيقات منظمة الصحة العالمية، مؤكدًا أن “الاعتداءات والانتهاكات الجنسية أمر بالغ البشاعة. وسوف نقيم جميع شركائنا بصفة دورية لضمان توافر أعلى معايير الحماية”.
إلى من تشير أصابع الاتهام في التحقيقات؟
أغلب المزاعم بالانتهاكات والاعتداءات الجنسية موجهة إلى رجال، بينهم أطباء، يُقال إنهم تابعون لمنظمة الصحة العالمية. وقد تقدمت 30 امرأة على الأقل بمزاعم تفيد بتورط رجال وأطباء من المنظمة الدولية في تلك الانتهاكات.
وكان أكبر عدد تقدم ببلاغ مشترك يتضمن مزاعم اعتداءات جنسية هو ثماني نساء، وكان ضد رجال يُقال إنهم تابعون لوزارة الصحة في الكونغو.
وذكر التحقيق أسماء منظمات تابعة للأمم المتحدة، وأربع مؤسسات للعمل الخيري بين الجهات التي يزعم أن طواقم العمل لديها متورطة في اعتداءات وانتهاكات جنسية.
وأشارت الادعاءات إلى تورط رجال من بلجيكا، وبوركينا فاسو، وكندا، وفرنسا، وغينيا كوناكري، وساحل العاج.
ورفض كثير من الرجال المتورطين ارتداء العوازل الطبية أثناء ممارسة الجنس، علاوة على تأكيد امرأتين على الأقل على حملهما نتيجة الاعتداءات الجنسية، وفقا للتحقيق.
ماذا قالت النساء أيضا؟
قالت عاملة نظافة تبلغ من العمر 25 سنة إنها دُعيت إلى منزل طبيب تابع لمنظمة الصحة العالمية لمناقشة زيادة متوقعة في الأجر.
وأضافت: “أغلق الباب وقال لي إن هناك شرطا واحدا، نحتاج إلى أن نمارس الجنس الآن”.
وتابعت: “بدأ في خلع ملابسي. تراجعت، لكنه اجتذبني نحوه بقوة. بدأت أصرخ وطلبت منه التوقف. لكنه لم يتوقف، ففتحت الباب وهربت”.
وقالت امرأة أخرى، ناجية من فيروس إيبولا، وتبلغ من العمر 32 سنة، إنها دُعيت إلى فندق لتلقي جلسات علاج نفسي.
وفي ردهة الفندق، عُرض عليها تناول مشروب، ثم استيقظت بعد تناوله بساعات لتجد نفسها عارية في غرفة من غرف الفندق، ورجحت أنها تعرضت للاغتصاب.
أين تم الاعتداء على النساء؟
قال أغلب النساء اللاتي يزعمن التعرض لانتهاكات جنسية إن أغلبهن أُجبرن على ممارسة الجنس مقابل وظائف، ووصفت إحداهن ما حدث بأنه “جواز مرور إلى وظيفة. إنهم يوظفونك وهم يحدقون فيك”.
وقالت نساء أخريات إن رجالا كانوا يغازلونهن أمام محال تجارية في مدينة بيني، ومراكز توظيف، ومستشفيات، وغيرها من الأماكن.
واستشهدت وكالتا الأنباء اللتان أعدتا التحقيق بأقوال امرأة أشارت إلى أن “طلب الرجال ممارسة الجنس أصبح من الممارسات الشائعة إلى درجة أنه أصبح الطريقة الوحيدة للحصول على وظيفة”.