المواطن “م. أ. ح. ل”، 36 عامًا، محافظة إب، متزوج، عمله في حضرموت، أسرته تسكن صنعاء وإب، كثير التحرك بين المحافظات، ولا أحد يعترض طريقه باستثناء بعض التحقيقات التي لا تتجاوز الساعة أحيانا.
ذات يوم وبشكل مفاجئ تم إيقافه بتهمة الخيانة والتخابر والعمل مع العدوان، ومناصرة الدواعش، ثمة بلاغات كيدية لا يعرف مصدرها وعلى إثرها تم اعتقاله.
حاول استيضاح الأمر كونه يمر من النقاط من وقت لآخر في إطار عمله فمتى تتم هذه الخيانة وكيف؟ لكنهم أوقفوه بدأوا باستجوابه وتفتيش جواله.
يقول: كنت حينها عائدًا من محافظة إب متجها إلى حضرموت، تم ايقافي في رادع “نقطة أبو هاشم” وسرعان ما تم توجيه الاتهامات بأنني أعمل لصالح الدواعش.
ويروي هذا المواطن تفاصيل احتجازه التي بدأت بغرفة مظلمة بشدة بعد أخذ كل مقتنياته ثم الاستجواب وصولاً لنقله إلى سجن انفرادي في “نادي الحمدي” الرياضي في مدينة رداع حيث ظل قابعا فيه 45 يوماً.
ويشير إلى أنه بدأت المعاناة الحقيقية في نادي الحمدي حيث رأى أشكال الظلم وسمع أنواع الشتائم والسباب والكلام البذيئ من قبل المشرفين (أبو جرح – أبو بكيل – ابو صادق)، ومدير السجن إبراهيم الأبيض (أبو حاشد) قبل ان يتم الاعتداء عليه بالضرب حتى يقر مجبراً بالتهم الموجهة إليه والتي شملت “العمالة والارتزاق والعمل لصالح العدوان”.
ويضيف “هناك تفاصيل حدثت لي في المعتقلين سواء في رداع أو في محافظة إب ولكثير من النزلاء اتحفظ عن قولها، كما أنني تابعت حوادث عدة ووقفت على قصص يشيب لها الرأس”.
ولفت المواطن إلى أنه تم التوجيه بتحويل المعتقلين كل إلى المحافظة التي ينتمي إليها، فكانت محافظة إب وجهته التالية، وهناك سيتم استكمال بقية الإجراءات، مضيفاً إن المشرفين في رداع يقومون قبل الترحيل بتقديم عروض تعتبر مغرية من وجهة نظرهم، أو بالأصح خيارات من وجهة نظرنا لكنها محدودة ولها أهدافها التالية.
وحول تلك العروض يقول “عرض على المعتقلين، أنا واحد منهم، الدخول في “دورة تثقيفية” إيمانية لمدة شهر وسيتم بعدها إطلاق سراحنا، أو الترحيل إلى المحافظة التي ننتمي إليها ليتم استكمال المدة التي سنقضيها في المعتقل، وقد اخترنا التحويل إلى محافظة إب”.
ويؤكد أن مشرفي الميليشيات نجحوا في استقطاب البعض وتم اخذهم ضمن دورات إيمانية تعلمهم ما ورد في ملازم حسين الحوثي وفضل آل البيت على الأمة، بينما فضّل آخرون العودة.
