تقارير

شهر ونصف لسفير إيران في صنعاء.. مسارات التصعيد إلى أين؟

مانشيت-متابعات

أحداث وتطورات على كافة الأصعدة شهدتها العاصمة صنعاء خلال شهر ونصف من وصول حسن إيرلو، عضو الحرس الثوري الإيراني، منتحلاً صفة سفير لدى مليشيا الحوثي، وهو ما يعكس هذا التطور توجها جديدا لإيران في المشهد اليمني، ويؤكد ارتهان الحوثية بشكل كامل وتسليم قرارها السياسي والعسكري لطهران.

وكانت إيران أعلنت في السابع عشر من أكتوبر ، على لسان المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زادة، أن حسن إيرلو وصل إلى صنعاء، ووصفته بأنه “سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية”، وأثار هذا الإعلان ضجة سياسية وإعلامية عن الكيفية التي وصل بها السفير الإيراني إلى صنعاء، حيث تم وصف تلك العملية بأنها عملية تهريب تنتهك كل الأعراف الدبلوماسية.

ورغم أن وصول القائد الإيراني للقيام بمهام سفير لدى المليشيات الحوثية تزامن مع أجواء عملية تبادل الأسرى وفقاً للاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة، إلا أن الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية تزايدت، وشهدت العاصمة صنعاء أحداث دموية مرتبطة بتصدع جماعة الحوثي وتنامي الصراعات بين أجنحتها.

من خلال متابعة اللقاءات والأنشطة  المكثفة والتي باشر فيها “حسن ايرلو” منذ الإعلان عن وجوده في صنعاء يُلاحظ أن هناك أهداف تريد إيران تحقيقها في اليمن بما يخدم أجندتها الإقليمية، إلى جانب تعزيز الإيديولوجية الإيرانية كهوية داخل المجتمع اليمني على حساب هويته اليمنية والعربية.

وكانت المحكمة العسكرية بمارب قد عقدت جلستها العلنية الخامسة الأسبوع المنصرم في القضية الجنائية الرابعة للعام الحالي، ضد زعيم ميليشيات الحوثي الانقلابية عبد الملك بدر الدين الحوثي و174 قيادياً آخرين في جماعته، وتنوي محاكمة سفير إيران في صنعاء بتهم تتعلق “بجرائم حرب”.

استعراض إيراني ضد الإقليم

بالتزامن مع تواجد خبير الحرس الثوري الإيراني إيرلو تزايدت الهجمات الحوثية المسلحة باستخدام الدرونز والصواريخ على السعودية لتسجل معدلات عالية من الصعود. ففي شهر أكتوبر الماضي، سجل نحو 21 هجومًا، بعد مرحلة من التراجع النسبي منذ يوليو 2020، حيث سجل 25 هجومًا تقريبًا وفق إحصاء بيانات التحالف.

وسجل يوم 28 أكتوبر أعلى تلك المعدلات حيث شهد إطلاق 9 هجمات جاءت في اليوم التالي لوصول إيرلو، كما هاجمت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران 24 نوفمبر الجاري، محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو وأدى الهجوم إلى نشوب حريق في خزان للوقود، من دون وقوع ضحايا أو التأثير على إمدادات الشركة.

على مستوى سخونة المعارك بين ميليشيا الحوثي وقوات الجيش الوطني في الجبهات الداخلية: الجوف ومارب والبيضاء والضالع، فشلت الميليشيا بتحقيق أي تقدم ميداني أمام صمود الجيش والمقاومة بإسناد جوي من التحالف، ومنيت بخسائر فادحة بالعتاد والأرواح بلغت أعلى مستوياتها منذ بداية الحرب.

لكن اللافت في هذا السياق أن التصعيد الأخير لم يعكس مستوى نوعيا من العمليات، وبالتالي اقتصر الأمر على الرسالة الإيرانية الخاصة باتجاه التصعيد، فهي من جهة تعزز نفوذها العسكري المباشر في اليمن بما يعني مزيدا من التهديدات للجوار الإقليمي في حال قرر ترمب أو التحالف استئناف سياسة الضغط الأقصى حسب ما أشارت إليه الباحثة اليمنية في الشؤون الإيرانية، أمل عالم.

وذكرت أمل في حوار لها مع موقع “الثورة نت” 17 نوفمبر الجاري، أن الهدف الثاني لإيران سعيها لشرعنة وجودها الميداني ومنحه صفة رسمية كي تحسن موقعها التفاوضي في حال قررت الإدارة الديمقراطية استئناف مسار التسويات الإقليمية وتفعيل الاتفاق النووي.

هوية فارسية وإعادة هيكلة الجماعة

على الصعيد الداخلي اتخذت الميليشيا الحوثية خطوات علنية، باشرت بإغلاق عدد من الأقسام الدراسية في جامعة صنعاء لأعذار واهية أطلقوا اسم مجرم الحرب قاسم سليماني على أول دفعة خريجين من قسم اللغة الفارسية، في إطار في استكمال سيناريو التبعية لطهران.

يوم 29 اكتوبر الماضي، سجل الاعلام الاجتماعي أول ظهور لـ”ايرلو”، بمقطع فيديو في فعالية المولد النبوي بصنعاء وسط حراسات أمنية مشددة.

قبل أسبوعين تخرجت دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية بصنعاء التي تأسست عام 1963م أي عقب ثورة سبتمبر، ظهر الخريجون كما لو أنهم كتيبة من كتائب الحرس الثوري الإيراني، أو فرقة من فرق (النازية) من خلال شعارهم وحركة يدهم.

حادثة اغتيال القيادي الحوثي وامين عام حزب الحق والمعين وزيرا للشباب بحكومة الحوثيين، الغير معترف بها دوليا، حسن زيد، لا يمكن فصلها عن تنامي صراعات الأجنحة داخل الميليشيا بين فريقين أحدهما يغلب الدور الإيراني في موقع صناعة القرار على حساب القيادة المحلية الرافضة للهيمنة الإيرانية.

ويجري سباقاً داخل الذراع الإيرانية حول إعادة توزيع حصص الوظائف السياسية، بعد إقالة نبيل الوزير وإيقاف طه المتوكل، في ظل احتكار القيادة المنتمية لصعدة للثروة والقرار وإضعاف القيادات السلالية الأخرى المنتمية لصنعاء وذمار وعمران.

*المصدر: العاصمة أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق