قال معهد أمريكي بأن سحب الدعم بما في ذلك الدعم العسكري عن القوات اليمنية المناهضة للحوثيين يعمل على ضمان بقاء الحوثيين في السلطة في المستقبل المنظور ويخلق تهديداً إيرانياً دائماً من اليمن.
وقال معهد “The American Enterprise” في مقال نشره مؤخراً الى أن استمرار الضغط الأمريكي على السعودية لإنهاء مساهمتهافي الحرب هو مسعى غير مثمر، وفي بعض الأحيان يأتي بنتائج عكسية.
وفي حين اعتبر المقال الزيادة الأخيرة في دعم إدارة بايدن للدفاع عن المملكة بأنها تغيير إيجابي ، أكد بانها “لن تكون كافية طالما استمرت إيران في تسليح الحوثيين، حيث قد يؤدي وقف تدفق الأسلحة إلى إجبار الحوثيين على إعادة حساباتهم مع تضاؤل إمدادات طائراتهم بدون طيار والصواريخ”.
ورجح بأن “هذا التحول قد يكون كافياً أيضاً لبدء مفاوضات جادة من أجل السلام”، لافتاً الى أن المصالح الأمريكية أصبحت الآن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالصراع اليمني، “الأمر الذي ساهم في تفاقم الاستقرار الإقليمي وتسبب في تعثر شركاء أمريكا الخليجيين” ، وفقاً للمقال.
وأضاف بأن السعوديين أبدوا استعدادهم للتفاوض لكنهم لن يتنازلوا عن اليمن للحوثيين للسبب نفسه الذي دفع إلى تدخل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المقام الأول: وهي “إيران”.
وقال المقال : لقد نضج ما بدأ كاستثمار محدود في الحوثيين لإيران ليحقق مكاسب كبيرة، مما يمثل تحدياً للبنية الأمنية الإقليمية الحالية، قبل التدخل بقيادة السعودية، كانت مدخلات إيران في اليمن كافية لبدء تطوير الحوثيين – التدريب العسكري، وخاصة من خلال حزب الله في سوريا بالإضافة إلى مساعدة وسائل الإعلام، وبعض التمويل ، لكن لم يكفي لتغيير اللعبة.
ومع ذلك، ومنذ عام 2015 ،ركزت إيران بشكل متزايد على عملاءها البارزين على الأزمة اليمنية، ومنذ ذلك الحين، نقلت إيران وحزب الله الخبرة في الإنتاج المحلي للألغام الأرضية والطائرات الصغيرة بدون طيار، والتي استخدمها الحوثيون محلياً ضد القوات المعارضة في الحرب الأهلية، وقاموا بتهريب أسلحة متطورة إلى الحوثيين مما أدى إلى توسيع نطاق الصراع في اليمن بشكل كبير.
وينقل المقال عن رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ف. ماكنزي، قوله بأن انتشار الصواريخ المتطورة والطائرات بدون طيار قصيرة وطويلة المدى من مصادر إيرانية إلى الحوثيين في اليمن يمثل “التهديد الأكثر خطورة” للقوات الأمريكية وشركائها في الشرق الأوسط.
وقد أطلقت القوات العسكرية الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، صواريخ اعتراضية مرتين على الأقل في أوائل عام 2022 للدفاع ضد الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون.
وبحسب المقال، فإن تجهيز الحرس الثوري الإسلامي للحوثيين بأسلحة متطورة – واستعداد الحوثيين للعب لعبة إيران – وضع المملكة العربية السعودية في موقف خاسر، حيث سعت الرياض بنشاط للتفاوض على وقف إطلاق النار لإنهاء هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية.
وبرغم الإشارة إلى أن إنهاء التدخل العسكري في اليمن يمكن أن يكون خطوة نحو إصلاح العلاقة المضطربة الآن مع إدارة بايدن، يؤكد المقال بأنه لا يمكن للرياض قبول تهديد الحوثيين على الحدود الجنوبية والسيطرة على معظم اليمن.