قال مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، إن إمداد النظام الإيراني للحوثيين بالأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية يمثل انتهاكاً صريحا لقرارات مجلس الأمن لاسيما القرارين 2216 و2231، واستخفافا بجهود المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأضاف في كلمة ألقاها في الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، للنقاش حول (حماية المدنيين في الصراع المسلح)، “ما كان للحرب أن تستمر، ولا لآلاف المدنيين أن يسقطوا ضحايا، لولا الدعم العسكري الذي يقدمه النظام الإيراني المارق وحزب الله اللبناني للميليشيات الحوثية لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية”.
وأوضح السعدي، أن الجرائم الحوثية بحق المدنيين امتدت إلى اتخاذ السكان كرهائن في مدن وقرى كاملة، واستخدامهم كدروع بشرية، واستخدام المدارس كمخازن للأسلحة، والمباني الحكومية كمراكز للاعتقال، وأسطح المنازل لقنص واستهداف المدنيين.
وقال: إن “مليشيا الحوثي تواصل حصار المدن وتحرم السكان من حرية التنقل، أو الوصول إلى الماء والغذاء وتستخدم التجويع كوسيلة حرب. وأبرز الأمثلة على ذلك هو الحصار الذي تعرضت له مديرية العبدية في مأرب، وما تتعرض له مدينة تعز لأكثر من سبعة سنوات في صمت غير مبرر للمجتمع الدولي”.
وإذ أعرب عن تقدير الحكومة اليمنية للزيارات التي قام بها ممثلي الأمم المتحدة إلى تعز نهاية العام المنصرم لأول مرة منذ سبع سنوات. لفت إلى ضرورة التحرك الدولي لرفع الحصار عن تعز وباقي المدن اليمنية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
ودعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه عرقلة مليشيا الحوثي وصول المواد الغذائية لمن هم بحاجة إليها، والضغط عليها لوقف تدخلها في عمل المنظمات الدولية وتحويل مجرى المساعدات بعيد عن مستحقيها.
كما طالب السعدي، مجلس الأمن الدولي، بترجمة قراراته بخصوص اليمن، وتنفيذها على أرض الواقع عبر ردع ومحاسبة منتهكي هذه القرارات ومنع تهريب الأسلحة من قبل النظام الإيراني إلى مليشيا الحوثي التي تستخدمها لإطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية في اليمن، وسفك دماء الأبرياء من المدنيين بشكل يومي، وتعرقل إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأعاد التذكير بمخاطر الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، البالغة قرابة 2 مليون لغم وعبوة ناسفة في كثير من المناطق قبل تحريرها منها. والذي تسببت بمقتل وإصابة مئات من الضحايا المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وأشار إلى أن هذه الألغام الحوثية باتت تشل حركة اليمنيين وتهدد الملايين منهم. وآخر مثال على ذلك وفاة طفلين وإصابة طفل ثالث، جراء انفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي في مدينة حيس في الحديدة يوم الاثنين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد قال في افتتاح الجلسة أمس، إن “أكثر من 50 مليون شخص يتأثرون حاليا بالقتال داخل البلدات والمدن، بما في ذلك اليمن”.
وأوضح غوتيريش، أنه بحسب دراسة أجريت عام 2020 في اليمن، أدى استخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان إلى تعطيل كل الموارد والأنظمة في البلاد.
وأضاف: “من أفغانستان إلى ليبيا وسوريا واليمن وما وراءها. يرتفع خطر إلحاق الأذى بالمدنيين عندما يتحرك المقاتلون بينهم ويضعون منشآت ومعدات عسكرية بالقرب من البنية التحتية المدنية”.