بعض النصوص لاتكتب بفعل النية، فهناك نصا يلزمك لأجله تدخل إلهي،شيئا كما الوحي، لتستطيع أن تكتبه.
أن تكتب لأجل ” الليو” مثلا،الأسطورة التي تجاوزت حدود الزمان والمكان .
ميسي الإمبراطور الذي غير قواعد اللعبة وأثبت لعشاقها بأن لامستحيل فيها،ذاك الذي يراوغ ويسقط وينهض ويجزر ويمد في آن واحد.
“البرغوث “الأرجنتيني الذي أهدى بلاده هو ورفاقه اللقب بعد انتظار طال أمده 28 عاما وجعلوها ترمق “طبينتها ” الكلاسيكية البرازيلية بنظرة متعالية مفادها ” يروقني كل هذا الحزن الذي جعلتك تقاسينه اليوم ”
ثم تتوجه بالحديث إلى بوتين وبايدن ومجنون كوريا الشمالية ” لدي السلاح النووي الأشد فتكا بأعدائه ..فماذا بحوزتكم ؟!”
“مارادونا ” أسطورة الأرجنتين الخالدة،حينما سئل بشأن مقارنته بميسي أجاب ” المقارنات كريهة عادة ولكن هذه المقارنة جميلة .. كلانا نلعب بالقدم اليسرى .. أنا أستيقظ يوما فأقول بأنني الأفضل وميسي يفعل الشي ذاته ولكننا وهذا الأجمل والأهم كلانا أرجنتينيين لن يفلحوا بجعلي أخرج حرفا واحدا ضده “.
و كان رد أحد المدربين حين سأل عن الليو “ميسي هو لاعب خلق ليلعب في كل عصر فلو أنه لعب في الخمسينات لتميز ” ،و أجاب ” مورينيو ” عن نفس السؤال قائلا ” بعد خمس سنوات سيكون ليو قد بلغ ال34 وسيكون علينا أن نحزن كثيرا”،بينما يعلق ” جوارديولا ” في مؤتمر صحفي “أستمع إليهم وهم يقولون ذاك اللاعب مثل ميسي وذاك اللاعب مثل ميسي والحقيقة هي أن لا أحد مثل ميسي .. مطلقا”.
وصرح يوما الخصم النبيل زيدان ” لاشيء في عقل ميسي طوال المباراة سوى كيف سيصل إلى المرمى ويسدد الهدف.. وكمشاهد شغوف بالكرة لا أملك سوى الاستمتاع بلعبه”.
وعلق مدربا آخر ” كل الأندية تحلم بأن تقتني لاعبا كميسي .. ولكن هذا الأمر مستحيل ذلك أن ميسي هو لاعب لايتكرر الا مرة كل خمسون عاما”.
بالمقابل تسائلت أحد الصحف الشهيرة،في إحدى الدراسات التي أجرتها ” لماذا يكره البعض لاعبا محبوبا بحجم ميسي” وتلخصت نتيجة الدراسة في عدة أسباب أولها “قضايا الإحتيال الضريبي” والتي يعتقد الكثيرون بأن والد “ليونيل ” هو المتسبب الرئيسي فيها فالأجر الذي يتقاضاه ميسي لقاء لعبه مع برشلونة كبير، وباعتقادي الشخصي مامن سبب يجعلك ملزما بدفع ضريبة لقاء مجهودك الشخصي وإنجازك وإمتاعك للملايين.
أما السبب الثاني فهو -حد وصف الصحيفة- “الحسد ” فاالليو يمتلك عائلة لطيفة ويحسده العديدون عليها وأظنه سبب يدل على سطحية هذه الفئة إلا إنني -حقيقة- أغبط الجميلة ” أنتونيلا” فلن يبتسم لك الحظ من الأذن وحتى الأذن لتتزوجي من ” أسطورة” إلا مرة كل مائة عام!
السبب الثالث هو محبي الليو وجماهيره والذين لايؤمنون بحقيقة أن ” الأرض تدور حول الشمس ” إنهم يجزمون بأن ” الأرض تدور حول ميسي”.
أما السبب الأخير فهو جماهير ومحبي النجم البرتغالي ” كريستيانو رونالدو ” والذين يصفون ميسي ” بالمخادع” والمحتال ضريبيا .
وهذا برأيي هو السبب الأسخف،بااعتباري أحد محبي النجم البرتغالي الرائع والذي لايختلف في براعته اثنان والذي لايزال وسيظل كلاسيكو المنافسة والأفضلية والتحدي قائم بينهما،رغما عن إيماني العميق بحقيقة أنه لم يشهد التأريخ وملاعب الكرة لاعبا أفضل من ” الليو ” ،الليو الذي يشهد له منافسيه قبل محبيه، ولاننسى تعليق اللاعب البرازيلي ونجم سان جيرمان ” نيمار” – بعد المباراة الأخيرة والتي ظفرت بها ” الأرجنتين ” بكأس كوبا ” كنت سعيدا باللعب أمام أفضل لاعب في التاريخ.. ذهبت لاحتضانه في نهاية المباراة ومازحته قائلا له ياابن * لقد هزمتني ” ، يذكر بأن نيمار كان قد ترك صفوف البرسا لأنه ربما كان يظن بأن تواجده مع ميسي يظلمه ولن يعطيه حقه في الظهور.
لو ترك الأمر لي، لمضيت قدما بالكتابة و إحصاء البطولات التي حققها الليو لنادي برشلونة الأسباني،والتي بلغت9 بطولات في الدوري الاسباني،و8ألقاب في كأس ملك اسبانيا، و8 ألقاب في كأس السوبر الأسباني،وحقق بطولة دوري أبطال أوروبا لأربع مرات، وحقق كأس السوبر الأوروبي لثلاث مرات ،كما حاز برشلونة بقيادة ميسي على كأس العالم للأندية لثلاث مرات،ناهيك عن البطولات والجوائز والمنجزات الفردية للاعب،فتخيلوا معي كم سيكون مرعبا ” للبرشا” وعشاقه محاولة تعويض غياب ميسي حين يعتزل اللعب ! سيكون الأمر أشبه ب”اللي يحلي ويشبع من قلبه ويرجع يتغدي غصب” التشبيه متعوب عليه طبعا.
يمكنني التحدث أيضا عن الفيديوهات العديدة التي يضج بها اليوتيوب والتي يكون محتواها ” الليو مهاراته .. ومرواغاته وتحركاته” تلك التي يحفظها خصومه قبل لقائه، عن ظهر قلب ثم يجدون أنفسهم يرقصون “التانغو “على وقع أنغامه الخاصة، حتى يعبر من خلالهم وهم منهكون ،أو ربما كان الأمر كما وصفه أحد المدربين ” لاينبغي عليك كمدرب أن تتحدث للاعبيك عن ميسي قبل مواجهته لأن هذا الأمر سيخيفهم لذا من الأفضل لك ولهم أن لاتحدثهم عنه” .
أو جنون المعلق حين يجزم بأن الكرة التي تلامس أقدام ميسي مختلفة تماما عن الكرة التي يلعب بها بقية اللاعبين -ممتنا -حين تصل ميسي الكرة ويصنع هدفا أو يفلت من كتيبة دفاعية متكامله برشاقة وذكاء وبراعة لاتضاهى ” شكرا للظروف التي جعلت منك لاعبا ياليو”.
ويعلق آخر” خلاص باش نعلق وقفت تعليق خلاص ” ويصرخ آخر بلكنته المصرية ” عملها ميسي .. الإمبراطور قال كلمته خلاص “،أو عدد المباريات التي دخل فيها ميسي كبديل في دقائقها الأخيرة وقلب النتيجة رأسا على عقب أو المرات التي أدهش فيها الليو العالم ،وجعل كل من يفهم “بألف باء” الكرة ولو فهما بسيطا يعشقه وإن لم يفعل فسيحبه وان لم يستطع فسيحترمه ،وإن لم يفعل فلايفقه شيئا،لا في اللعبة فحسب بل في أبجديات السحر أيضا .
يمكنني التحدث أيضا عن الضغينة الكبيرة التي لايستطيع إخفائها النجم البرازيلي الكبير ” بيلية” لميسي والتي أظهرها في عدة مقابلات ظهر فيها النجم البرازيلي وهو يقلل من شأن نجمنا القادم من بلدة روساريو الارجنتينية ،الضغينة التي لم يحملها حتى لمنافسه التأريخي “ماردونا” الذي ارتبط اسميهما بأعظم كلاسيكو تنافسي وإعجازي في تاريخ الكرة اللاتينية حيث صرح ” بيليه” بأن ميسي ليس اللاعب الأفضل وأن وسائل الإعلام هي من اعطته كل هذا الوهج ،وأتذكر رد ماردونا عليه حين قال في إحدى مقابلاته الصحفية ” هناك مجنون في الفيفا يرفض الإعتراف بي وبميسي ولكنه ليس باالأمر الهام” في إشارة ل”بيليه” فما الذي يجعل نجم كروي بحجم ” بيليه” يصر مرارا على الاستنقاص من موهبة جبارة كميسي سأترك إجابة هذا السؤال للقارىء العزيز، أما أنا فسأكتفي بهذا القدر وأختم المقال بعبارة بيتهوفن :
-“من عمل بيده فهو عامل ، ومن عمل بيده وعقله فهو صانع ، ومن عمل بيده وعقله وقلبه فهو الفنان”
وأضيف إليها،ومن حقق معجزات ” بقدمه” فهو أسطورة ..هو الليو .