رئيسيمانشيتات عالمية

أسوشتيد: قوات إريترية ارتكبت مجزرة خلفت مئات القتلى في مدينة إثيوبية عريقة خلال الحرب في تغراي

مانشيت-وكالات

بعد قرابة ثلاثة أشهر من انتهاء الحملة العسكرية التي أطلقتها حكومة إثيوبيا لاستعادة السيطرة على إقليم تغراي المتمرد، كشفت وكالة “أسوشيتد برس” تفاصيل مجزرة وقعت في إحدى مدن الإقليم.

ونقلت الوكالة اليوم الخميس عن شهود عيان قولهم إن هذه الأحداث المأساوية حصلت في مدينة أكسوم العريقة التي تحظى بأهمية تاريخية ودينية بالغة، مشيرين إلى تورط قوات إريترية فيها.

وأكدت الوكالة أن شائعات تداولت على مدى أسابيع عن أحداث مأساوية وقعت في كنيسة مريم سيدة صهيون المشهورة في أكسوم أواخر نوفمبر وأودت بأرواح مئات الأشخاص، لكن الحصار الإعلامي الذي فرضته حكومة أديس أبابا على تغراي في أثناء حملتها العسكرية لم يسمح حتى الآونة الأخيرة بالتحقق من صحة هذه المعلومات أو الكشف عن تفاصيل هذه الأحداث.

وذكرت الوكالة أنها تمكنت الأسبوع الماضي من التواصل هاتفيا مع شماس في هذه الكنيسة طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا على سلامته، وهو أكد أنه ساعد في إحصاء ضحايا المجزرة، وقال إن نحو 800 شخص قتلوا خلال عطلة نهاية أسبوع واحد في أواخر نوفمبر داخل الكنيسة وفي أماكن أخرى بالمدينة.

وذكر الشماس أن عمليات القتل في المدينة تتواصل، موضحا أنه دفن ثلاثة أشخاص في اليوم الذي جرى فيه الاتصال، وحذر من أن الوضع أسوأ بكثير في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة، مرجحا أن إجمالي عدد الضحايا يصل إلى آلاف القتلى.

وأكدت الوكالة أن الكنيسة أصبحت في أواخر نوفمبر الماضي مأوى للاجئين الفارين من القتال في مناطق أخرى من تغراي، وذلك قبل يومين فقط من الاحتفالات بذكرى اليوم الذي يعد أن تابوت العهد نقل فيه إلى هذه الكنيسة بعد اختفائه من القدس.

وحسب تقرير الوكالة، دخلت قوات إثيوبية وإريترية أكسوم قبل أكثر من أسبوع من ذلك، تحت غطاء قصف مكثف.

وأفادت الوكالة بأن العسكريين الإثيوبيين أطلقوا في 28 نوفمبر حملة لملاحقة أنصار الميليشيا المحلية التي استنفرت ضدهم في أكسوم والمجتمعات القريبة.

وأكد الشماس أن الجنود الإريتريين اقتحموا الكنيسة وحاصروا المصلين في الزاوية وكانوا يمسكون بعضهم ويطلقون الرصاص على الذين حاولوا الفرار، لافتا إلى أنه تمكن من الفرار عن طريق الصدفة مع كاهن، وعندما خرجا إلى الشارع سمعا دوي إطلاق النار في كل مكان.

وتابع أنه والكاهن كانا يركضان متعثرين بجثث الضحايا والجرحى، فيما كان أشخاص آخرون يبحثون عن ملجأ آمن.

وقال الشماس أن معظم الضحايا قتلوا في ذلك اليوم، لكن إطلاق النار وأعمال النهب تواصلت في اليوم اللاحق أيضا.

من جانبه، أكد المحاضر الجامعي، غيتو ماك، الذي كان في المدينة لحظة وقوع هذه الأحداث، أنه تابع المجزرة من غرفته الفندقية، قائلا: “بدؤوا بقتل الناس الذين كانوا يتنقلون بين الكنيسة ومنازلهم أو بين المنازل، لمجرد وجودهم في الشارع. كان من المروع رؤية ذلك.. كانت هناك جثة في كل زاوية تقريبا، وكان الناس يبكون في كل منزل”.

بدوره، قال شاهد آخر هرب لاحقا إلى مركز الإقليم، مدينة مقلي، إن شخصا قتل في منزله قرب الكنيسة برصاص العسكريين.

ودخلت المدينة بعد هذه المجزرة مرحلة صعبة متوترة، حيث كان الجنود يتجولون في الشوارع، وفيما كانت العوائل تبحث عن أهاليها المفقودين، كانت الضباع تنزل في الليل من التلال المحيطة لأكل جثث القتلى الذين حظرت القوات الإريترية دفنها.

وقال المحاضر الجامعي غيتو إنه شاهد عربة كانت تقل نحو 20 جثة إلى الكنيسة لكن العسكريين الإريتريين حظروا ذلك وأمروا برمي تلك الجثث وسط الشارع.

وأكد الشماس أن السكان المحليين لم يتمكنوا من دفن القتلى إلا بعد انسحاب العسكريين من مدينتهم، مشيرا إلى أن جثث الضحايا دفنت في عدة مقابر جماعية قرب الكنيسة.

وشدد الشماس على أن السكان المحليين مقتنعون بأن القوات الإريترية ارتكبت هذه المجزرة انتقاما من الحرب الحدودية القديمة مع إثيوبيا، مضيفا أن بعض العسكريين أكدوا للمواطنين أنهم تلقوا أوامر بقتل السكان القاصرين في سن 12 عاما فقط.

بدوره، قال شاهد آخر لجأ إلى الولايات المتحدة قبل أسابيع إن الشرطة الفدرالية الإثيوبية لم تفعل شيئا لمنع المجزرة، مضيفا أن أفراد الشرطة ردوا على مطالبه للتدخل إن هذه الأحداث تجري بموافقة من مسؤولين كبار.

وأكد هذا الشاهد أنه ساعد في نقل جثث الضحايا إلى المقابر الجماعية وشاهد 300-400 جثة على الأقل.

وتنفي حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، مشاركة قوات إريترية في الحملة العسكرية الأخيرة في تغراي، فيما أقرت وزارة الخارجية الإثيوبية اليوم بأن “أعمال اغتصاب ونهب وعنف وقتل جماعي قد تحدث خلال نزاع تم تسليح الكثير من الجهات فيه بصورة غير مشروعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق