قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية بأن الطريق الوحيدة للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الحوثيين في اليمن هو إضعافهم من خلال عمل عسكري.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى امتلاك جماعة الحوثي سجلاً مخادعاً، مؤكداً أن أي تنازلات تقدمها مؤقتة ، محذرة من أن أي اتفاق يمنح الحوثي أغلبية في اي حكومة وطنية مستقبلية من شأنه أن يوسع دائرة الصراع بدلاً من إنهاءه.
وقالت الصحيفة بأن مليشيا الحوثي قبلت بالهدنة الأممية في اليمن دون إعادة فتح طرق مدينة تعز، مؤكدة بأن الهدنة مهدت الطريق أمام الحوثيين لتحقيق مكاسب سياسية بعد أن كانوا خلال السنوات الماضية محصورين في التواصل مع إيران ومع سوريا.
وقالت المجلة الأمريكية “إن أي سلام يتم التفاوض عليه في هذه اللحظة يأتي على حساب جميع اليمنيين الذين رفضوا الرؤية والمنهجية الحوثية ونهجهم المتشدد تجاه القيادة والنسب و”الحق الإلهي” التي تهدد بتقويض مبادئ الجمهورية لأي اتفاق لتقاسم السلطة مع حكومة ضعيفة معترف بها دولياً”.
وذكرت أن هجمات مليشيات الحوثي على السعودية والإمارات أدت إلى زعزعة استقرار المنطقة لصالح إيران، بدلاً من تمكين الحوثيين من تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض والاحتفاظ بها ورغم ذلك يرفض الحوثي قطع العلاقات مع رعاتهم الإيرانيين الذين يتمتعون بعلاقات طويلة الأمد معهم.
منوهة إلى اتخاذ الحوثيين خطوات لفرض تفسيرهم الأصولي للفرع الزيدي من “الشيعة” على المجتمع اليمني، مما يقيد بعض الحريات باسم الدين.
وأضافت: “في مقابل فقدان الحريات، حيث لا يستفيد المدنيون اليمنيون من سلطة أفضل في ظل حكم الحوثيين، فحكومتهم غير كفؤة وفاسدة حيث يشرف مستشارو الحوثيين على المناصب الرسمية في صنعاء لضمان أن جميع الإجراءات والقرارات تفيد مصالح الحوثيين وخزائنهم.
لافتة الى قيام الحوثيين بتغيير مناهج التعليم، والحد من مساحة المذاهب الأخرى غير الزيدية، واضطهاد الأقليات الدينية ، بالإضافة الى اتخاذ إجراءات صارمة ضد حريات المرأة؛ مما أدى إلى تقييد الوصول إلى التعليم واستبعاد النساء بشكل متزايد من الأماكن العامة.