رئيسيمانشيتات محلية

إحاطة غريفيث لمجلس الأمن مخيبة لآمال اليمنيين

مانشيت-متابعات

أثارت إحاطة المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، لمجلس الأمن، الخميس الماضي، جدلًا واسعًا، إذ وصفها مراقبون بأنها مخيبة للآمال، ولم ترقَ تحركات الرجل إلى حجم الكارثة الإنسانية في اليمن.
وقال غريفيث، في إحاطته، إنَّ “الهجوم على مأرب يجب أن يتوقف، فهو يعرّض حياة ملايين المدنيين للخطر، بخاصَّة مع خطر وصول القتال إلى مخيمات النَّازحين”، لافتًا إلى أنَّ السعي نحو تحقيق مكاسب على الأرض بالقوة، يمثّل تهديدًا لآفاق عملية السلام كلها.
وقوبلت إحاطته بالانتقادات الواسعة، من جانب نشطاء يمنيين، إذ أكد الباحث السياسي مانع المطري، أن غريفيث بدا في إحاطته كمن يحمل أثقال فشله ونتيجة عمله خلال السنوات الماضية، بطريقة إدارة لم تكن حكيمة، بل لم تكن مراعية لتطلعات اليمنيين، بقدر ما كانت ترتكز على متطلبات أجندات دولية وإقليمية.
وقال المطري “إن غريفيث يصر في إحاطته على تسويق مطالب الحوثيين بأن الحل لوقف هجومها على مأرب، هو السماح للجماعة باستخدام مطار صنعاء الدولي المتوقف منذ سنوات بفعل الحرب، الأمر الذي قد يسمح للإيرانيين باستخدامه كجسر جوي لإمداد الحوثيين بمزيد من الأسلحة، بالإضافة إلى إلغاء القيود التي فرضها التحالف العربي بقيادة السعودية، على الموانئ وفق آلية تفتيش معتمدة من الأمم المتحدة، بمنع وصول الأسلحة للحوثيين”.
ولفت إلى أن الأمر في غاية الخطورة، ويعكس إصرار المبعوث على الوقوف ضد القرارات الأممية الصارمة، وضد حقوق الشعب اليمني، وفكرة الأمن الجماعي في المنطقة التي ستتأثر كثيرًا جدًا لو تم القبول بهذه الأطروحات التي يتبناها المبعوث في إحاطته الأخيرة.
وأضاف أن غريفيث كان متعاليًا في إحاطته على جهود من سبقوه، متجاهلًا طيلة الفترة السابقة من عمله في الملف اليمني للسلام، ما حققه اليمنيون من إنجاز أهم وأغلى وثيقة، وهي “وثيقة مخرجات الحوار الوطني”، التي يعد هذا الانقلاب الذي شنه الحوثيون على الشعب اليمني وتطلعاته، انقلابًا عليها.
وتابع المطري، أن هذا الجهل بالملف وطبيعته أو التجاهل عمدًا، كان جزءًا رئيسيًا من أسباب إطالة الحرب، والوصول إلى حالة أن تتوهم جماعة الحوثي أن هناك قبولًا دوليًا بمشروعها.
وأكد أن قبول المجتمع الدولي بمبدأ اختزال الدول الوطنية في طائفة أو سلالة، وتحويل الجيوش إلى جماعة مسلحة، أمر خطير لا يهدد اليمن فقط، وإنما يهدد المنطقة برمتها، والأمن العالمي، وشرعنة لحروب أهلية لا تنتهي داخل منطقة حساسة في العالم”.
من جانبها، وصفت ألفت الدبعي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة تعز، إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الدولي، بـ”المستهلكة”، ولا تتجسد على أرض الواقع.
وقالت الدبعي، ، أن إحاطة غريفيث لا يمكن وصفها سوى بـ”التبرير والإقناع”، مؤكدة أن الجميع يعرف أن لا جدوى من عمل المبعوث الأممي أمام قوة المنافع الإمبريالية الأمريكية أولًا.
وأضافت: “أمريكا تستطيع إيقاف الحرب، ولكنها تعرف جيدًا متى تقوم بذلك”.
وتابعت بالقول: “لا جدوى من البكاء على الأطلال. نريد بالفعل أن تتوقف هذه الحرب، لستُ متأملةً خيرًا من جولات الحوار، وخصوصًا بعد فشل جولة المفاوضات من أجل تبادل الأسرى والمعتقلين في عَمّان، بين أطراف الصراع”، مستدركةً “لكني أتمنى أن تتهيأ الظروف لسلامٍ دائم ومستدام”.
وشملت أهم نقاط المبعوث الأممي، في إحاطته بمجلس الأمن، مطالبة كافة الأطراف اليمنية، بالاتفاق على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وعلى إجراءات إنسانية واقتصادية.
وأشار إلى أن مهمته كوسيط هي الإقناع وتشجيع الحوار، لافتًا إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن يجبر الأطراف المتحاربة على السلام إلا إذا اختاروا الحوار ووضعوا السلاح جانبًا.
واعتبر أن اليمنيين يعانون من عسكرة اقتصاد البلاد، ولايزال خطر المجاعة يهدد اليمن، والكثير من موظفي الخدمة المدنية لا يتلقون رواتبهم.

المصدر:المشاهد نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق