تاتشات

ثلاثية أحلام مستغانمي

آلاء أبو حديد

أحلام مستغانمي كاتبة جزائريّة من مدينة قسنطينة، وُلدت في تونس، حاصلة على بكالوريوس في الآداب من الجزائر، وحصلَت على الدكتوراه عام 1982 من جامعة السوربون في باريس تخصّص علم اجتماع بتقدير ممتاز، عملت في الإذاعة، ممّا خَلَقَ لها شهرة واسعة، وتزوّجت من صحفي لبناني، وتسكن حاليًا في بيروت، حصلت على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998 عن رواية ذاكرة الجسد وهي أولى روايات ثلاثية أحلام مستغانمي والتي صُنّفَتْ ضمن أفضل مئة رواية عربية.
أحلام مستغانمي في ميزان النقد
تعدّ أحلام مستغانمي أول كاتبة جزائرية تنشر أعمالها باللغة العربيّة، حيث كان معظم الأدباء الجزائريّين ينشرون أعمالهم باللغة الفرنسية ثمّ تترجم للعربية، وقد زادت شهرتها بعد إصدارها رواية ذاكرة الجسد التي لاقت رواجًا كبيرًا بين القرّاء ثم أتبعتها برواية فوضى الحواس ثمّ برواية عابر سرير فكانت ثلاثية أحلام مستغانمي.
وتتضح لغة أحلام مستغانمي في رواياتها الثلاث، تلك اللغة التي تمتاز بالشعرية وصدق الإحساس وتجسيد عميق لمعاناة الشعب الجزائري، وقد قام الشاعر نزار قباني بكتابة مقدمة الطبعة الثانية لرواية ذاكرة الجسد. وتمثل روايات أحلام نموذجًا فيردًا للأدب النسائي في الجزائر رغم أنّها ترفض تصنيف الأدب إلى أدب أنثوي وأدب ذكوري، بل تعتبِر الأدب أدبًا بحد ذاته بغض النظر عن جنس الكاتب.
وتحاول أحلام الحفاظ على رونق اللغة والأدب في كل مؤلفاتها، ومن الملفت للنظر في كتابات أحلام مستغانمي هي شعريّة الخطاب، وقد اتكأت أحلام في كتاباتها على الشعرية أكثر من النثرية، وكما عرّف تودوروف الشعريّة بقوله: إنها الخصائص المجردة التي تصنع الحدث الأدبي، وكذلك اتسمت لغة أحلام بالانزياحية وهي ظاهرة أدبية تعني أن يستعمل الكاتب اللغة بطريقة خارجة عن المألوف والمعتاد، ممّا جعل لها بصمة خاصة بين الكتّاب.
ثلاثية أحلام مستغانمي نَهَجَ عدد من الكتاب تأليف مجموعة روايات متسلسلة تحت مسمّى الثلاثية؛ لأنها تتكون من ثلاث روايات وتكمل بعضها بعضًا، مثل ثلاثية غرناطة تأليف رضوى عاشور وثلاثية نجيب محفوظ وثلاثية أحلام مستغانمي والتي تتكون من رواياتها الثلاث:
رواية ذاكرة الجسد
هي أول رواية من ثلاثية أحلام مستغانمي بحسب الترتيب الزمني لتأليف الثلاثية، فقد تمّ إصدار الطبعة الأولى منها عام 1993 في بيروت، اعتبرها النقّاد من أهمّ عمل روائي عربي صدر في العشر سنوات الأخيرة، تمّ اعتمادها للتدريس في عدد من الجامعات الأوروبية مثل جامعة السوربون وجامعة ليون والجامعة الأمريكيّة في بيروت، وصدرت حولها العديد من الدراسات ورسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه وتمّ تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني يحمل اسم الرواية نفسَه.
رواية فوضى الحواس
هي الرواية الثانية من ثلاثية أحلام مستغانمي بحسب الترتيب الزمنيّ فقد صدرت عام 1997، استطاعت الكاتبة من خلال هذه الرواية أن تمزجَ الحب بالكراهية والحياة للموت وما زالت تتحدّث عن الوطن وعن الجزائر، وأحداث الرواية تعلو وتيرتها ثمّ تتسارع ثم تُبْطِء.
رواية عابر سرير
تعدّ الرواية الثالثة من ثلاثية أحلام بحسب الترتيب الزمني فقد صدرت عام 2003، وتتابع فيها أحلام واقع معاناة الشعب الجزائري والثورات التحررية، وتحاول تشخيص المرض وإيجاد العلاج بأسلوب أدبي متميز، وعبارات تتّسم بالرمز حينًا وبالواقعية حينًا آخر.
مقتبسات من ثلاثية أحلام مستغانمي
ذاكرة الجسد:
عزائي اليوم، أنّك من بين كلّ الخيبات، كنتِ خيبتي الأجمل.
هل الورق مطفأة للذاكرة؟ نترك فوقه كل مره رماد سيجارة الحنين الأخيرة ،وبقايا الخيبة الأخيرة.
الذين نحبهم لا نودعهم، لأنّنا في الحقيقة لا نفارقهم.
لقد خُلِقَ الوداع للغرباء .. لا للأحبة.
فوضى الحواس:
الناس لا يطرحون عَليك إلا أسئلة غبية يُجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها. لا تزعج المرأة التي تقرأ لأنها تضع ماكياج لعقلها.
تَحاشَيْ معي الأسئلة، كي لا تجبريني على الكذب، يبدأ الكذب حقًا عندما نكون مُرغَمين على الجواب، ما عدا هذا، فكل ما سأقوله لك من تلقاء نفسي، هو صادق.
عابر سرير:
ثمّ حكمة لا تبلغها الا في عز وحدتك وغربتك، عندما تبلغ عمرًا طاعنًا في الخسارة. تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة ما بقي في حوزتك.
أيّ علم هذا الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نحب في أقراص ، أو زجاجة دواء نتناولها سرًّا ، عندما نصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه.
الفاجعة، أن تتخلى الأشياء عنك، لأنك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها، عليك ألا تتفادى خساراتك، فأنت لن تغتني بأشياء ما لم تفقد أخرى إنه فن تقدير الخسائر التي لا بد منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق