تقارير - شؤون ليبية

هل بدأ تحجيم أذرع الفوضى التركية في ليبيا؟

مانشيت-وكالات

شكلت ليبيا ثالث الملفات التي يعود فيها الدور التركي إلى حجمه الطبيعي، وإن بأسلوب آخر وأكثر حيوية.

الأزمة في ليبيا

فقد قالت مصادر متطابقة قريبة من المفاوضات السياسية الليبية، التي تجري برعاية لجنة “5+5” بأن التفاهمات التي يتم التوصل إليها بين طرفي الصراع الليبي صارت منجزة تماماً، وأنها تحتاج فقط إلى وضع الآليات التنفيذية لما تم التوصل إليه.

 

هذه التوافقات الليبية لاقت ردود فعل تركية غاضبة للغاية، إذ قال عنها الرئيس رجب طيب أردوغان بأنها لن تجد طريقها للتنفيذ، وهو التصريح الذي كان بمثابة إعلان للنوايا بإفشال ما تم تحقيقه، أكثر مما كان تحليلاً لمضامين التفاهمات الليبية.

 

فالمضامين الرئيسية للاتفاق تقول صراحة بأن تكون إدارة المناصب العليا في البلاد توافقية بين الطرفين، وأن تكون منطقتا الجفرة وسرت وسط البلاد منزوعة السلاح.

 

وبالتالي أن تُحسب جميع الميليشيات من تلك المنطقة خلال ثلاثة أشهر، ومن كامل الأراضي الليبية خلال المرحلة الثانية والأخيرة من تطبيع الأحوال العامة في البلاد. الأمر الذي يعني فعلياً تصفية الحضور العسكري التركي في الأراضي الليبية، بما في ذلك المرتزقة.

 

العمليات مرتبطة ببعضها

 

عمليات التحجيم للنفوذ التركي تبدو مرتبطة ببعضها البعض، بالضبط كما كانت حالة تورط تركية مرتبطة بأخرى طوال العقد الماضي، كما أشار أليسون ميكيم في تقرير موسع نشرته دورية “فورين بوليسي”.

 

ويقول ميكيم: “إن سعي تركيا لتحقيق نفوذ أكبر في القوقاز، لا سيما في منطقة يتنازع عليها الأرمن والأتراك العرقيون، ليس مفاجئا، فهي جزء من سلسلة من التشابكات الاستراتيجية التركية الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى آسيا الوسطى”.

 

وأضاف: “أن هذه الأمر يرتبط بشكل وثيق بدور تركيا في الحرب الأهلية السورية أولاً، وأمتد ليكون صراعاً مع دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى مثل اليونان وقبرص حول احتياطيات البحر من الغاز الطبيعي والبترول، وليس انتهاء بتزويد حكومة طرابلس الليبي بالأسلحة، كما أرسلت أنقرة آلاف المقاتلين السوريين إلى طرابلس للقتال نيابة عنها، وهي أدوات قد تنعكس آلياتها في أية لحظة”.

 

راشيل ريزو، الخبيرة الأمنية في مشروع ترومان للأمن القومي، ذكرت في مادة موسعة حول الموضوع: “اتخذت تركيا في السنوات الأخيرة سياسة خارجية أكثر جرأة، تعرف كل من الولايات المتحدة وأوروبا أن تركيا أفضل كحليف، لكن هذا لا ينفي أنها أصبحت شوكة في خاصرة الجميع”.

 

تهديد مكانة تركيا بالناتو

 

خبير الشؤون الاستراتيجية العسكرية تيد كاربنتر نشر بحثاً مطولاً في موقع “Responsible Statecraft” توصل في نتيجته إلى أنه على أية إدارة أميركية قادمة أن تقوم بها لتحجيم تركيا.

 

وأوضح أنه من الضروري أن تقنع واشنطن أنقرة بأنه ليس لديها نية للسماح لنفسها بالتورط في مواجهات مطولة في سبيل تطلعات أردوغان.

 

كما ستكون مناسبة جيدة للتأكيد لأنقرة على أن دورها التخريبي في جنوب القوقاز في أعقاب سلوكها المماثل في ليبيا وأماكن أخرى يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، اعتبار تركيا حليفًا في الناتو يتمتع بمكانة جيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق