بانوراما

رجل دين يجمع التبرعات لدخول الجنة..ويحذر الرجال من الزواج بنساء لايجدن الطهي!

مانشيت-بانوراما

القس النيجيري إينوك أديبوي، أثار موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بما يقال إنه موقفه الجندري.

ويحتل هذا القس، البالغ من العمر 78 عاما، مرتبة متدنية بين الأسماء اللامعة للقادة الإنجيليين في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، لكن يمكن القول إنه الأكثر شعبية.

حيث أن آراء القس في المواضيع التي تتعلق بالمرأة والزواج أثارت غضب النساء وناشطات النسوية “تزوج المرأة التي يمكنها أن تطبخ” كان ناشطا على وسائل التواصل الاجتماعي على مدار العقد الماضي، وعندما نشر بعض “الدروس” للنساء في عيد ميلاد زوجته في يوليو/تموز الماضي أثار عاصفة من الجدل على تويتر حول النسوية.

وغرد في حسابه لمتابعيه البالغ عددهم 1.3 مليون متابع: “بغض النظر عن مدى تعليمك أو نجاحك، فإن زوجك هو رأسك ويجب أن تعتبريه كذلك في جميع الأوقات”.

وفي حسابه على انستغرام، أضاف قائلا عن زوجته: “لا يهم ما هو موجود في أجندتها، فإذا قلت إنني أرغب في أن تذهب معي إلى أي مكان ستلغي كل ما كانت تفعله وتأتي معي”.

وفي منشور في يناير/ كانون الثاني الماضي، نصح ابنه المتزوج بإقالة سكرتيرة “كان يتطلع إلى رؤيتها في العمل”، الأمر الذي لم يكن جيدا. وفي عام 2016، نصح العزاب قائلا: “لا تتزوج فتاة كسولة، لا تتزوج فتاة لا تستطيع الطهي. إنها بحاجة إلى معرفة كيفية القيام بالأعمال المنزلية والطهي لأنك لا تستطيع أن تأكل خارج المنزل طوال الوقت”.

وقد أثار هذا الخطاب التلفزيوني الذي وجه إلى المصلين غضب الناشطات، لكن استقباله لم يكن سلبيا، وهي الحقيقة التي يؤكدها نجاح كنيسته التي يديرها كعمل تجاري.

“تبرعات لدخول الجنة” وكل يوم أحد، قبل حظر التجمعات الكبيرة بسبب فيروس كورونا، كان مئات الآلاف من الأشخاص يمرون عبر أبواب الكنائس التابعة له في جميع أنحاء العالم بحثا عن المعجزات أو الخلاص أو الحياة الأبدية أو النجاح المالي.

وبحسب أحد أعضاء الكنيسة في العاصمة أبوجا، حيث يوجد مصلى ضخم في ضواحي المدينة: “أريد أن أكون مع الرب بشكل صحيح وقد وجدت ذلك في هذه الكنيسة”.

وقال آخرون إنهم انجذبوا إلى “قداسة” القس أديبوي و “تواضعه” و “تمسكه بما يبشر به”.

ويسعد أولئك الذين يتدفقون على الكنيسة بتقديم التبرعات أو شراء التذكارات. ويوافق معظمهم على منح عشر دخلهم للكنيسة، وهي ممارسة تعرف باسم العشور.

وقال القس أديبوي قبل عامين: “أي شخص لا يدفع العشور لن يذهب إلى الجنة”. ومن الصعب معرفة الحجم الحقيقي لثروة القس أديبوي، فالحدود غير واضحة بين ما يخص الكنيسة وما يخصه، وتتراوح تقديرات ثروته من 60 مليون دولار إلى 130 مليون دولار.

ويضع ذلك القس أديبوي، وهو أستاذ رياضيات سابق بجامعة لاغوس يرفض التحدث إلى وسائل الإعلام، في نفس مستوى نجوم الموسيقى في البلاد، بل وأكثر ثراء من معظم لاعبي كرة القدم النيجيريين المحترفين في الخارج. ورغم أناقته، إلا أنه يبدو صارماً بالمقارنة بأقرانه، فلا أحذية لامعة ولا شعر لامع، ولغته الإنجليزية لا ترتفع وتنخفض بلكنة أمريكية.

وهو ولد لأبوين فقيرين، و يتسم بشخصية متواضعة بحسب المقربين منه. ومع ذلك، فإنه، أو الكنيسة، يمتلك جامعة وطائرة خاصة وبعض السيارات الفاخرة. محايد سياسيا والقس أديبوي قوي سياسياً ويحظى باحترام كبير من قبل النيجيريين من الطبقة الوسطى.

وفي الحملات الانتخابية الرئاسية، حرص بعض المرشحين على حضور جلسات الصلاة الخاصة به ومصافحته، ويحتوي موقعه على صور له وهو يصافح قيادات من مختلف أنحاء العالم.

وينظر البعض إلى آرائه حول النساء،التي يشير فيها غالباً إلى الكتاب المقدس، على أنها غير مفاجئة، حتى لو قال البعض إن الآيات نفسها يمكن تفسيرها بطرق أخرى.

وقالت مارثا إديم، الكاتبة المسيحية النيجيرية: “إن المسيحية والأديان هي التي تطبق النظام الأبوي، لذلك فليس من المستبعد أن يتبنى زعيم ديني مثل هذا الرأي”.

ووصفت “تغريدات عيد الميلاد” بأنها فرصة ضائعة لتعليم الأزواج الاحترام المتبادل والحب. ولكن حتى بعض الناشطين في المجال الجندري في هذه الدولة شديدة التدين لا يريدون مواجهته.

وقالت أبيغيل أوجويزي نديسيكا، الأكاديمية والناشطة في مجال التنوع الجندري : “بالنسبة لي، يعود الأمر إلى التفسير الفردي، لا يمكنني الحكم على رجل دين، فالمسيحية هي دين القناعة”.

وغالبا ما تجعل ثروة القساوسة النيجيريين الكبار منهم هدفا سهلاً لأولئك الذين يعتبرونهم مستغلين.

ويرى البعض أن على القس أديبوي أن يستخدم نفوذه أكثر مع السياسيين، فحتى نائب الرئيس الحالي ييمي أوسينباغو قس في كنيسته.

وقد قاد القس مسيرة سلمية في فبراير/شباط الماضي لتسليط الضوء على انعدام الأمن في البلاد. ولقد أظهر أنه يشارك في السياسة، ولكن ليس بالانحياز إلى حزب أو آخر.

لكن على أولئك الذين يتوقعون منه أن يكون أكثر حيادية بشأن آرائه حول الزواج ودور المرأة في المنزل الانتظار لفترة طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق